الوقفات التدبرية

آية (٦) : (وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ...

آية (٦) : ﴿وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ﴾ * ﴿مِن دَآبَّةٍ﴾ هذه ﴿مِن﴾ الاستغراقية، يعني جميع الدواب كلها بلا استثناء. * هنا ربنا خصص قال ﴿وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ﴾ ولم يذكر دواب السماء بينما في الشورى (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ (٢٩)) : السياق في سورة هود أصلاً على سكان الأرض والكلام فيما قبلها وفيما بعدها على أهل الأرض وما حصل لهم وما يحصل لهم والتكليف، بداية من أولها ﴿يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ﴾ وما قبلها في الأرض، وأصلاً في السورة كسمت عام ذكر الأرض فيها أكثر من السماء حيث ذكر الأرض ١١ مرة وذكر السموات ٦ مرات، بينما علمه تعالى يشمل ما في السماوات أيضًا كما أشارت الآيات ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ﴾ ﴿وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ ما قبلها وما بعدها إشارات إلى قدرته وأنه خلق السموات والأرض وفي الآخر يرجع الأمر كله إليه. * قدّم الخبر ﴿إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا﴾ للحصر يعني رزقها على الله حصراً ليس على غيره، هو الذي ضمن لها رزقها حصراً، هو حصر كل دابة على رزقه وحصر الرزق عليه. ولو قال (رزقها على الله) ليس فيها حصر. * قال تعالى ﴿وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا﴾ فأين أماكن الحركة؟ عندما قال ﴿وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا﴾ يعني يرزقها أينما كانت تمشي أو مستقرة، سواء في المستقر أو غير المستقر ضمن لها ربنا رزقها قبل أن تأتي إلى الأرض يرزقها من أمها. * كلمة مستقر في اللغة إسم مفعول ومصدر وإسم مكان وإسم زمان، يعلم استقرارها ومكان استقرارها وزمان استقرارها في كلمة واحدة وكذلك مستودع ينطبق عليها المكان والزمان والمصدر. * الآية تضمنت عدة دلالات على العموم: - جاء بـ ﴿من﴾ الاستغراقية ﴿مِن دَابَّةٍ﴾ الدالة على الشمول لجميع الدواب. - قال ﴿دَابَّةٍ﴾ وهي أعم شيء في الأحياء تشمل كل الأحياء. - قال ﴿إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا﴾ بتقديم قصر الرزق على الله دون غيره. - المستقر والمستودع الزمان والمكان والمصدر. - قال ﴿كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ﴾ كل ما يتعلق بالدوابّ، كل شيء عن كل دابة كل ما يحصل لها قبل أن تأتي أين رزقها أين تتفرق كل المعلومات بلا استثناء في كتاب مدوّن مسطور، هذا علم.

ﵟ ۞ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﵞ سورة هود - 6


Icon