الوقفات التدبرية

* أمر الله المجاهدين بأخذ السلاح مع أن الأمر الطبيعي للمجاهد أن...

* أمر الله المجاهدين بأخذ السلاح مع أن الأمر الطبيعي للمجاهد أن يكون مستلاًّ سلاحه حاملاً له ولكن عبّر الله تعالى عن النهي عن طرح الأسلحة للمجاهدين حين يشرعون بالصلاة بقوله ﴿وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ﴾ للإيذان بضرورة الحذر من الكافرين وللتنبيه على ضرورة اليقظة وعدم التساهل في الأخذ بالأسباب. *خصّ الله تعالى ودّهم في هذا الموضع فقال ﴿وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ﴾ ولم يقل ﴿تمنّى﴾ مع أن شأن كل محارب أن يتمنى الغفلة من عدوّه لأن الله تعالى أراد أن ينبّه المؤمنين إلى أن أعداءهم لديهم ودٌ وأمل قريب في وقوع الغفلة منهم ظانّين أن اشتغال المسلمين بأمور دينهم يباعد بينهم وبين مصالح دنياهم فطمعوا أن تلهيهم الصلاة عن الاستعداد لأعدائهم.

ﵟ وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ ۗ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَىٰ أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ ۖ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا ﵞ سورة النساء - 102


Icon