الوقفات التدبرية

آية (٨) : (وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ...

آية (٨) : (وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ) * ﴿أَخَّرْنَا﴾ أسند تأخير العذاب إلى ذاته سبحانه لكن في الصرف لم يسند الفعل لنفسه قال ﴿لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ﴾ ولم يقل لا نصرفه عنهم مع أن الكل من قِبَل الله سبحانه وتعالى، ولم يقل (ليس منصرفاً عنهم) إذن هو لا ينصرف من نفسه وإنما يصرفه صارف فجعله اسم مفعول ﴿مَصْرُوفًا﴾ : هو أسند تأخير العذاب لنفسه إشارة إلى رحمته ولطفه بالعباد، لكن لما قال لا نصرفه عنهم يعني العذاب سيبقيه، عدم صرفه ليس فيه رحمة وإنما هو مظنة العذاب فلم ينسبه إلى نفسه سبحانه وتعالى. * قال (أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ) ولم يقل ألا يوم نأتي به، هو يقصد العذاب إذا وقع، فلم ينسبه إلى نفسه سبحانه وتعالى. * ﴿وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ﴾ حاق لا يستعمل إلا في المكروه للأمور السيئة، حاق بهم أمر سيء من كل جانب، هو قال ﴿مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ﴾ العذاب الذي ما قال كبير أو صغير وإنما هو محدد باستهزائهم، هذا منتهى العدل أنه يحيط بهم على قدر استهزائهم

ﵟ وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَىٰ أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ ۗ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﵞ سورة هود - 8


Icon