الوقفات التدبرية

آية (٣٣) : (قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ اللّهُ إِن شَاء وَمَا...

آية (٣٣) : (قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ اللّهُ إِن شَاء وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ) * ﴿إِنَّمَا﴾ هذه أداة حصر، يعني هذا الأمر الذي أعدكم به إنما يأتيكم به الله إن شاء فالأمر بيد الله حصراً ليس بيد أحد آخر، لا يستطيع أحد من البشر أن يفعله، لا أستطيع أنا ولا غيري. * قدّم الجار والجرور على لفظ الجلالة ﴿يَأْتِيكُم بِهِ اللّهُ﴾ وما قال يأتيكم الله به لأكثر من سبب: - الكلام عن العذاب الذي سيأتي هم يستجلبون العذاب لأنهم لا يصدقون به. - معنى هذا التعبير (إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ اللّهُ) يعني ما يأتيكم به إلا الله، لو قال (يأتيكم الله به) فالمعنى أنه لا يأتيكم الله إلا به، هذا لا يصح، (إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ اللّهُ) يعني لا يأتيكم إلا به إلا الله، قصر هذا الأمر على الفاعل. * ﴿بِمُعْجِزِينَ﴾ : - لم يقل (أنتم لا تعجزون) فالاسم دال على الثبات والدوام يعني على وجه الثبات والدوام ما أنتم بمعجزين، هذه صفتكم اصلاً على طول الزمن، لا تستطيعون أن تهربوا أو أن تفعلوا شيئاً للدلالة على ضعفهم وعجزهم. - أكدها بالباء ﴿وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ﴾ . - جعله عاماً يعني لا تعجزونه في كل شيء لا في مكان ولا في زمان.

ﵟ قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ ﵞ سورة هود - 33


Icon