الوقفات التدبرية

آية (٦٥) : (فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ...

آية (٦٥) : ﴿فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ﴾ * مع هذه الناقة دائمًا يستخدم العقر ما قال فذبحوها، فقتلوها: العقر في اللغة بمعنى القطع ويأتي بمعنى الذبح أيضًا، حتى إذا عقر الناقة من رجلها يسمى عقر، لو قطع أيّ عضو يسمى عقر لكنهم لم يكتفوا بهذا فقط وإنما ذبحوها قطعوا رقبتها، لو قال فذبحوها لكان يُظنّ أن العقوبة نزلت بسبب الذبح لكن لو فعلوا غير ذلك لم يعاقبهم، لا، العذاب ليس بسبب الذبح، هم نُهوا عن المسّ بالسوء لو قطعوا شيئًا منها كان سيأتي العذاب. * قال ﴿فَعَقَرُوهَا﴾ وفي موضع آخر ﴿فكذّبوه فَعَقَرُوهَا﴾ مع أنه واحد فقط عقرها (فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ(٢٩) القمر) : لأنهم لما نادوا صاحبهم إذن اشتركوا في المسألة، كل من كان سببًا في هذه الفعلة مشتركٌ فيها، هو في الحقيقة العاقر واحد لكن أراد أن يفهمنا أنه كل من اشترك في هذه يناله العقاب وإن لم يفعل لكنه كان سببًا، تمآلأوا على ذلك فإذن العقوبة تصيبهم، ثم هم قالوا ﴿ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ . * ﴿ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ﴾ إما أن يقدَّر غير مكذوب فيه يعني لا يُكذب فيه، وقد يأتي بمعنى الكذب يعني غير كذب، وعد صادق غير كذب، هو يخاطبهم، لأنهم يشكّون وإلا لم يعقروا الناقة.

ﵟ فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ۖ ذَٰلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ ﵞ سورة هود - 65


Icon