الوقفات التدبرية

آية (٧٥) : (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ) * دلالة...

آية (٧٥) : ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ﴾ * دلالة هذه الأوصاف الثلاثة تحديدًا وترتيبها على هذا النسق: الحليم الذي لا يعجل في الانتقام إذا غضب ممن أساء إليه، الأوّاه الكثير الحزن وقيل الرحيم يتأوه على نفسه أو على الآخرين كثير الحزن والتأسف على الناس وعلى نفسه إذا أصابتهم سيئة، المنيب تعني العائد إلى الله سبحانه وتعالى. المقام هنا مقام غضب وانتقام وعقوبة بالنسبة لقوم لوط ﴿يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ﴾ ظل يجادل أعطهم فترة قد يرجعون ويتوبون لا تستعجل هكذا حليم هو متعلق بالآخرين. الأوّاه يتعلق بالنفس وبالآخرين إذا هو حصل منه شيء مخالف لأمر الله يتأوه على ما حصل وإذا حصل للآخرين شيء يتأسف عليهم ويتأوه عليهم من كثرة رحمته بهم ، إذن هي مشترك. الأول خاص بالآخر وقدّم الحلم لأن المقام مقام عقوبة، الآن الصفات رتبها حليم بالنسبة للآخر أواه له وللآخر منيب لنفسه هو يعود إلى الله سبحانه وتعالى، وهذه الصفات لم تُذكر مجموعة إلا مع إبراهيم عليه السلام ولا مع أي نبي آخر في القرآن.

ﵟ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ ﵞ سورة هود - 75


Icon