الوقفات التدبرية

آية (٩٠) : (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ...

آية (٩٠) : (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) * خصوصية استعمال القرآن لكلمتي العدل والقسط : العدل هو المساواة في الأحكام، الحُكم بالحق لكن الحُكم لا يُنفَّذ كالقاضي يعدل في حكمه ويفصل بين الخصوم. القسط هو الحظ والنصيب والقرآن لم يستعمله إلا مع الموازين ﴿وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ﴾ ﴿أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ﴾. والقسط يعني أن ترفع الظلم عن الخصم المظلوم أولاً ثم تحكم له بالحق ثم تنفذ ، فالقسط أعظم من العدل. * قال أحد العلماء لو أن الله تعالى لم ينزل سوى هذه الآية لكفى ! - ذكر في هذه الآية مقومات بناء المجتمع وعوامل دوامه وكلها صفات اجتماعية العدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وبدأ بالعدل وهو الإنصاف أن يأخذ كل حقه، لأن العدل واجب فرض، والإحسان فوق العدل أن تحسن إلى الآخرين وقد يكون شيئاً فردياً ، إيتاء ذي القربى هذه تمتين العلاقات بين الأفراد وهي اللبنة الأولى للمجتمع. - ذكر صفات تخريبه وزواله وعناصر إفساده وتفكيكه ونهى عنها وهي الفحشاء والمنكر والبغي. الفحشاء عامة وهو الإفراط في اتباع الشهوات، والمنكر أوسع وهو ما أنكره الشرع وما أنكره العقل السليم، والبغي خداع الآخرين. في الأمر قدم العدل وهو مناط المحاسبة عند الله تعالى وفي النهي أخر البغي وقدم ما هو أعم وهو الفحشاء ويدخل فيه البغي.

ﵟ ۞ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﵞ سورة النحل - 90


Icon