الوقفات التدبرية

آية (١٦۳) : (لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ...

آية (١٦۳) : ﴿لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ * قال تعالى ﴿وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ وفى سورة الأعراف ﴿وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ : آية الأنعام: قال تعالى عن إبراهيم عليه السلام في آل عمران (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ(٦٧)) وفى وصيته لبنيه (.. يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ(١۳۲)البقرة)، وقال سبحانه لنبينا صلى الله عليه وسلم (أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ (٩٠)الأنعام) فلما قال تعالى (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ* قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) فإن قوله صلى الله عليه وسلم ﴿وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ وعمله بما أمر به هؤلاء الصفوة الأخيار هو الاستسلام بالظاهر والباطن، فيندرج تحته الإيمان الذى هو التصديق. آية الأعراف (وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (١٤٣)) القائل موسى عليه السلام حين سأل الرؤية وظن أنها جائزة فى الدنيا فلم يسأل عليه السلام محالا وإنما سأل ما ظنه ممكنا، فلما استعجل وطلب ذلك فى الدنيا قال له ربه تعالى لن ترانى فى الدنيا وأمره أن ينظر إلى الجبل وأراه تلك الآية العظمى وصار الجبل دكا وخر موسى صعقًا فلما أفاق قال ﴿سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ﴾ ولم يرد عليه السلام تبت من معصية ولا جهل بربه، وهو أعلم الخلق بما يجوز عليه تعالى وما يستحيل ثم قال ﴿وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ أى أول المصدقين بأنك لا ترى فى الدنيا ولم تأت ﴿أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ لأن ذلك الوصف حاصل له عليه السلام ضمن الأنبياء المصطفين كما تقدم.

ﵟ لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﵞ سورة الأنعام - 163


Icon