الوقفات التدبرية

* الفرق بين استعمال من وما مع السجود: (من) تستعمل لذوات العقلاء...

* الفرق بين استعمال من وما مع السجود: ﴿من﴾ تستعمل لذوات العقلاء وأولي العلم فقط أما ﴿ما﴾ فتستعمل لصفات العقلاء ﴿وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى﴾ والله هو الخالق، وذوات غير العاقل (أشرب من ما تشرب) وهي أعمّ وأشمل. نستعرض الآيات التي وردت فيها ﴿من﴾ مع السجود : في سورة الرعد الطوع والكره من صفات العقلاء فاستعمل ﴿من﴾ . في سورة النحل (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ (٤٨) وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (٤٩)) الدابة أغلب ما تستعمل في اللغة لغير العاقل وهي عامة وشاملة فاستعمل ﴿ما﴾ كما أنه في الآية جاءت كلمة ﴿شَيْءٍ﴾ وهي أعمّ  كلمة. وعليه فإنه من ناحية العموم ناسب استعمال ﴿ما﴾ ومن ناحية استعمالها لغير العاقل ناسب استعمال ﴿ما﴾ . ونلاحظ في القرآن أنه تعالى عندما يستعمل ﴿من﴾ يعطف عليها ما لا يعقل كما في قوله تعالى في سورة الحج (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (١٨)) أما عندما يستعمل ﴿ما﴾ فإنه يعطف عليها ما يعقل ﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ﴾ والحكمة البيانية منه الجمع.

ﵟ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ۩ ﵞ سورة الرعد - 15


Icon