الوقفات التدبرية

آية (٥٣) : (قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ...

آية (٥٣) : ﴿قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ﴾ * اللمسة البيانية في وصف الله تعالى لإسماعيل بالحليم وإسحق بالعليم : - الحلم هو أن يملك الإنسان نفسه مع الآخرين إذا غضب. وربنا تعالى ذكر إسماعيل وعلاقته مع أبيه واستجابته له بعد أن أخبره بأنه أوحي إليه أن يذبحه وكذلك في بناء البيت، فصفات إسماعيل التي ذُكرت في القرآن تقتضي الحلم، وقد ذكره الله تعالى في سورة مريم بأنه كان صادق الوعد مع الآخرين. بينما لم يذكر تعالى مع إسحق عليه السلام علاقته بالآخرين في القرآن كله لكنه بيّن العلم فقط وهذا لا يتعلق بالعلاقة مع الآخرين. - الله تعالى لمّا يذكر صفات الأنبياء يذكر صفة بارزة لكل نبي منهم لكن هذا لا ينفي باقي الصفات عن كل نبي فإذا ذكر الحلم فلا ينتفي العلم، وقد وصف تعالى إبراهيم عليه السلام بأنه أواه منيب وحليم ومع هذا لم ينفي صفات الإنابة عن غيره من الأنبياء فهم جميعاً منيبون إلى ربهم ويدعونه. والصفة البارزة في إسماعيل عليه السلام هي الحلم أما صفة إسحق فهي العلم. - في تبشير إبراهيم بإسماعيل جاءت البشارة مباشرة من الله تعالى كما في سورة الصافات ﴿فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ﴾ أما في البشارة باسحق فهي جاءت على لسان الملائكة ولم تكن مباشرة من الله تعالى كما في سورة الذاريات ﴿قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ﴾ وسورة الحجر ﴿قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيم﴾ .

ﵟ قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ ﵞ سورة الحجر - 53


Icon