الوقفات التدبرية

آية (٨٨) : (فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا...

آية (٨٨) : ﴿فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ﴾ * الفرق بين كلمة ﴿المصّدقين﴾ في آية سورة الحديد و﴿المتصدقين﴾ في سورتي الأحزاب ويوسف: الأصل في كلمة المصّدقين هي المتصدقين وأُبدلت التاء إلى صاد مثل تزمّل ومزّمل وتدثّر ومدّثّر، كلمة المصّدّقين فيها تضعيفان تضعيف في الصاد وتضعيف في الدال والتضعيف يفيد المبالغة والتكثير مثل كسر وكسّر، أما المتصدقين ففيها تضعيف واحد في الدال. في سورة يوسف ناسب ذكر المتصدقين لأن إخوة يوسف طلبوا التصدق فقط لم يطلبوا المبالغة في الصدقة وهذا من كريم خلقهم فطلبوا الشيء القليل اليسير هذا أمر والآمر الآخر أنه قال تعالى ﴿اللّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ﴾ فلو قال (يجزي المصّدّقين) لكان الجزاء للمبالغ في الصدقة دون غير المبالغ وهذا غير مقصود في الآية أما عندما يقول ﴿الْمُتَصَدِّقِينَ﴾ يجزي المُقِلّ والمُكثِر فيدخل فيها المصّدّقين وهذا ينطبق أيضاً على آية سورة الأحزاب. في سورة الحديد سياق الآيات نجد أنها اشتملت على المضاعفة والأجر الكريم وهذا يتناسب مع المبالغة في التصدق ويتناسب مع الذي يبالغ في الصدقة. ثم إن في السورة كلها خط تعبيري واضح في دفع الصدقة والحث على دفع الأموال.

ﵟ فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ ﵞ سورة يوسف - 88


Icon