الوقفات التدبرية

آية (٣٢) : (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً...

آية (٣٢) : ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً﴾ * الفرق بين السفاح والبغاء والزنى : الزنا هو الوطء من غير عقد شرعي ويوصف به الرجل والمرأة ﴿الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي﴾ البغاء هو الفجور، استمراء الزنا حتى يصير فجوراً. يقال بغت المرأة إذا تجاوزت ما ليس لها وفعلت هذا، بغى في الأرض أي فجر فيها وتجاوز إلى ما ليس له، وعند العرب لا يوصف الرجل بالبغيّ. السفاح هو الإقامة مع الرجل من غير تزويج شرعي وهذا أشد، ويوصف الرجل والمرأة بالسِفاح. كله فيه زنا والزنا أقلهم، إذا استمرأت المرأة الزنا صار فجوراً بغاء وإذا أقامت معه بغير عقد شرعي يقال سفاح. * الفرق بين ﴿إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا﴾ و(إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا (٢٢) النساء) : في سورة الإسراء زنا هذه فاحشة وسبيل سيء، لكن في سورة النساء ﴿وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آَبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا﴾ أن يزني بمحارم أو يتزوج زوجة الأب من بعده هذا ليس فقط فاحشة بل يثير العار والاشمئزاز، والمقت أشد البغضاء فكلمة مقتاً تضيف إلى الزنا بالمحارم جريمة زائدة ولهذا عقوبة الذي يزني بالمحارم ليس كعقوبة الزاني رجم أو جلد، وإنما يلقى من فوق مكان مرتفع لأنه لا يساوي أن يعاقب عقوبة الرجال ولكنها من جنس عقوبة قوم لوط.

ﵟ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﵞ سورة الإسراء - 32


Icon