الوقفات التدبرية

آية (٤٧) : (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ...

آية (٤٧) : ﴿وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ﴾ * ﴿وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ﴾ وليس (واستعجلوك بالعذاب) مع أن الاستعجال منهم تمّ وانتهى في الماضي إشارة إلى تكرارهم الاستعجال مبالغة منهم في الاستهزاء بالمسلمين، وقد أكّد حرصهم على تعجيل العذاب بزيادة الباء في قوله ﴿بِالْعَذَابِ﴾. * في الحج ﴿كَأَلْفِ سَنَةٍ﴾ وفي السجدة (فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ (٥)) وفي المعارج ﴿خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾ : آية سورة الحج وآية سورة السجدة الكلام فيها على يوم في الدنيا (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ (٤٧) الحج) إشارة إلى طول الوقت فهم يتحدون الرسول صلى الله عليه وسلم باستعجال العذاب لكن الزمن عند الله سبحانه وتعالى غير محسوب بحساباتكم أنتم فلا تتوقعوا أن ينزل لكم العذاب الآن، أصل العذاب في الآخرة لكن قد ينزله الله سبحانه وتعالى آية لمن يأتي بعدهم (ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ (٤٨) الحج) استخدام ﴿ثم﴾ يدل على التراخي، إشارة إلى سعة حِلم الله سبحانه وتعالى عليهم. آية سورة المعارج هي في يوم القيامة تحديدًا كما في الآية والحديث (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (١) لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (٢) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (٣) تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (٤) فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (٥) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (٦) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (٧) يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (٨) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (٩)) .

ﵟ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ ۚ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ﵞ سورة الحج - 47


Icon