الوقفات التدبرية

آية (٦٧) : (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى) * حدد ربنا موطن...

آية (٦٧) : ﴿فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى﴾ * حدد ربنا موطن الخيفة التي ألمّت بموسى عليه السلام فهي خيفة تفكر داخلية لم يظهر أثرها على ملامحه ولذلك أكّدها بقوله ﴿فِي نَفْسِهِ﴾ . * دلالة التقديم والتأخير فأصل الكلام فأوجس موسى خيفة في نفسه، فصل بين الهاء والفاعل: - أخّر موسى لأنه مدلول عليه من السياق قبلها قيل ﴿قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى﴾ . - تقديم ﴿فِي نَفْسِهِ﴾ أهم من تقديم الفاعل موسى لأنه في مقام بينه وبين السحرة اختبار، هنا فأوجس في نفسه لأنه لو قال فأوجس خيفة يعني ظهر على وجهه ولو ظهر عليه الخوف لكانت علامة ضعف وعدم ثقة كما في قصة إبراهيم ﴿فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ﴾ معناه ظهر الخوف عليه، بينما في يوسف ﴿فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ﴾ أخّر ﴿فِي نَفْسِهِ﴾ لأن أسرّها بمعنى أخفاها لأن الإسرار في حد ذاته إخفاء. - لو قال فأوجس موسى خيفة في نفسه هذا يحتمل أنه ذمّ لموسى أنه ثمة خوف كامن في أعماق نفسه في الأصل ظهر الآن كما تقول أظهر موسى خوفاً في نفسه إذن نفسه منطوية في الأصل على خوف أحس به. - جاءت الفاصلة مكمِّلة للحسن ومكمِّلة للبيان.

ﵟ فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَىٰ ﵞ سورة طه - 67


Icon