الوقفات التدبرية

آية (٧٠) : (فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا...

آية (٧٠) : ﴿فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى﴾ * السحرة قالوا ﴿آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى﴾ ومرة قالوا (قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (٤٧) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (٤٨) الشعراء) فمنهم من قال هذا ومنهم من قال ذاك قال بعض المفسرين أن الله تعالى حتى ينقل لنا الصورة كاملة عما قاله السحرة نقلها بهذين الشكلين لأنه ليس كل السحرة قالوا نفس القول. * دلالة الاختلاف بين طه ﴿قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى﴾ والشعراء (رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (٤٨)) : التقديم والتأخير بحسب السياق وليس بالضرورة أن يتقدم ما هو أفضل. في سورة طه قدم هارون على موسى: - لتواصل الفاصلة القرآنية باعتبار أن سورة طه أغلب آياتها في الألف. - تكرر ذكر هارون كثيرًا وجعله الله تعالى شريكًا لموسى في التبليغ ﴿وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا(34)﴾ ﴿اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ﴾ ﴿وَلَا تَنِيَا﴾ ﴿اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ﴾ ﴿فَقُولَا لَهُ﴾ ﴿قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ﴾ كلها بالتثنية ﴿قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا﴾ ﴿فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ﴾ ... حتى خطاب فرعون كان لهما على التثنية ﴿قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا﴾ (إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ ... وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى) ولم يذكر هذا في الشعراء. - في طه ذكر خوف موسى (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى (٦٧)) لكن لم يذكر أن هارون خاف لم يذكرها فأخّر الخائف. - ملاحظة أخرى تبدأ السورة بـ ﴿طه﴾ فيها حرف من حروف هارون (الهاء) ليس فيها حرف من حروف موسى. في سورة الشعراء قدم موسى على هارون: - قال (..فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (١٣)) (قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآَيَاتِنَا .. (١٥) فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٦) أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (١٧)) فقط والباقي كل الكلام مع موسى (قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (٢٩)) (قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (٣٤)) لم يقل ساحران. - في حالة عدم الخوف قدم موسى على هارون إضافة إلى السياق فالحالتان ليستا متماثلتين. - تبدأ الشعراء ﴿طسم﴾ فيها حرف من حروف موسى وليس فيها من حروف هارون، هذا كملاحظة عامة.

ﵟ فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ ﵞ سورة طه - 70


Icon