الوقفات التدبرية

آية (٧٧ - ٧٨) : (وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ...

آية (٧٧ - ٧٨) : ﴿وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى (77) فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ(78)﴾ * الفرق من الناحية البيانية بين قصة غرق فرعون في آيات سورة يونس وطه: سورة يونس: (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٩٠)) سورة طه: (وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى (٧٧) فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ (٧٨)) نجاة بني إسرائيل.... سورة يونس: تولّاها الله تعالى بنفسه بعد أن ضاق قوم موسى ذرعًا بفرعون وبطشه ﴿وَجَاوَزْنَا﴾ سورة طه: جاء الأمر وحيًا من الله تعالى لموسى عليه السلام ﴿وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي﴾ استخدام واو العطف..... سورة يونس: ﴿فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ﴾ وهذا نص قطعي أن فرعون خرج مع جنوده وأتبع موسى سورة طه: ﴿فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ﴾ الباء تحتمل المصاحبة وتحتمل الاستعانة بمعنى أمدهم بجنوده ولا يشترط ذهاب فرعون معهم ﴿بَغْيًا وَعَدْوًا﴾ ...... سورة يونس: ﴿بَغْيًا وَعَدْوًا﴾ التعبير هنا يوحي أن فرعون عازم على البطش والتنكيل هو بنفسه لذا خرج مع جنوده وأراد استئصال موسى بنفسه لآن سياق الآيات ذكرت عذاب فرعون وتنكيله بموسى وقومه وذكر استكبار فرعون وملئه ﴿فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ(75)﴾ وأنه عال في الأرض ومسرف وأنه يفتن قومه فما آمن لموسى إلا قليل على خوف من فرعون وملئه، سورة طه: لم يذكر في سورة طه أن فرعون آذى موسى وقومه ولم يتعرض لهذا الأمر مطلقًا ذكر غرق قوم فرعون وإيمانه عند الهلاك... سورة يونس: هو استجابة لدعوة موسى ﴿رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا(88)﴾ سورة طه: ﴿فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ﴾ * ﴿مَا غَشِيَهُمْ﴾ دون تحديد لتذهب النفس كل مذهب من الهول والخوف والخشية، فهو غرقٌ بلغ من هوله أنه لا يمكن وصفه.

ﵟ وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَىٰ ﵞ سورة طه - 77


Icon