الوقفات التدبرية

آية (٩٤) : (قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا...

آية (٩٤) : ﴿قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي﴾ * عدل هارون عن ندائه بـ (يا أخي) إلى ﴿يَا ابْنَ أُمَّ﴾ : - للترقيق لأن ذِكر الأم فيه تذكير بأقوى أواصر الأخوة وهي آصرة الولادة من بطن واحد والرضاع من لبن واحد وهذا من شأنه أن يهدئ من غضب موسى. - ربنا ما ذكر أبو موسى وإنما ذكر أمه هي التي خافت وكادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها وقالت لأخته قصيه وأصبح فؤاد أم موسى فارغًا وهي التي قاست فهذا تذكير بأمه لما قاست. * دلالة ذكر وحذف ﴿يا﴾ في قوله تعالى ﴿ابْنَ أُمَّ﴾ في سورة الأعراف و﴿يَبْنَؤمَّ﴾ في سورة طه: عندما يكون السياق في مقام البسط والتفصيل يذكر الحرف سواء كان ياء أو غيرها، وإذا كان المقام مقام إيجاز يوجز ويحذف الحرف إذا لم يؤدي ذلك إلى التباس في المعنى. في سورة الآعراف حذف الحرف لأن الموقف جاء ذكره باختصار (...قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (١٥٠)) . في سورة طه الآيات جاءت مفصلة ومبسّطة وذُكرت فيها كل الجزئيات لذا اقتضى ذكر ﴿يا﴾ (فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدتُّمْ أَن يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُم مَّوْعِدِي (٨٦) قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَاراً مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (٨٧)‏ ... إلى قوله (قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (٩۲) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (٩۳) قَالَ يَبْنَؤمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (٩٤)) .

ﵟ قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي ۖ إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي ﵞ سورة طه - 94


Icon