الوقفات التدبرية

آية (٣) : (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً...

آية (٣) : ﴿نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ﴾ * يلاحظ أنه عندما يبدأ بالكتاب يتردد في السورة ذكر الكتاب أكثر مما يتردد ذكر القرآن، والعكس صحيح، وإذا اجتمع القرآن والكتاب فيكونان يترددا في السورة بشكل متساو تقريباً ، هنا بدأ السورة بالكتاب ﴿نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ﴾ وورد الكتاب ٣٣ مرة في السورة ولم ترد كلمة القرآن ولا مرة في السورة كلها. * ﴿بَيْنَ يَدَيْهِ﴾ فيه استعارة لفظية تعظيماً لقدر القرآن فكأنه جعل القرآن أمام الكتب السابقة جميعها وجعلها في شرفه وضيافته ألا تجد نفسك تقول إذا أردت تعظيم شخص ما "جلس الناس بين يدي فلان"؟ * عبّر السياق القرآني عن نزول الكتب السماوية بالفعلين: ﴿نزّل﴾ لما ذكر القرآن و﴿أنزل﴾ لما ذكر التوراة والانجيل، عندما استخدم الله تعالى فعل ﴿نزّل﴾ بالتضعيف هذا يشعر بالقوة والشدة زيادة عن الفعل أنزل وهذه الشدة تؤذن بقوة نزول القرآن في كيفيته وكمّيته وذلك تعظيماً لقدر القرآن وشأنه.

ﵟ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ ﵞ سورة آل عمران - 3


Icon