الوقفات التدبرية

آية (١٢٠) : (إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ...

آية (١٢٠) : ﴿إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾ * للآية قراءتان متواترتان إحداها بالفتح ﴿يضرَّكم﴾ والثانية بالرفع ﴿يضرُّكم﴾ لكن اختير الضم في قراءة حفص وهو أثقل الحركات مع أن الأشيع والأخفّ هو الفتح وهو ما عليه الكثير من القُرّاء، فعندما نقول ﴿يضُرَّكم﴾ بالفتح تعني كأنه ليس هناك ضرر أصلاً لكن ﴿يضرُّكم﴾ بالضم فهي تعني أنه هناك أذى، وفي الآية بالرفع أي يبقى شيء من مخلّفات الضرر التي تؤذي النفس ولهذا جاءت الآية بعدها بالصبر﴿وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا﴾ فحالة الرفع هنا حالة ثقيلة أما حالة الفتح فهي أخف منها فناسب حركة الإعراب الحالة التي تأتي فيها، فالناس ليسوا على وتيرة واحدة فيلاقي بعضهم حالات أشد من حالات، وقد يكون ما يلقاه شخص غير ما يلقاه شخص آخر، وهي إشارة إلى الحالة الواقعية للحياة فلا تكون على وتيرة واحدة لذا جاءت في القراءات إحداها أثقل من الأخرى.

ﵟ إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا ۖ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﵞ سورة آل عمران - 120


Icon