الوقفات التدبرية

آية (١٧٦-١٧٨) : (وَلاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي...

آية (١٧٦-١٧٨) : ﴿وَلاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (176) إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئًا وَلهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (177) وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ(178)﴾ *﴿يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ﴾ ولم يقل إلى الكفر فقد شبّه حال أهل الكفر والنفاق وحرصهم وجدّهم في تكفير الناس وإدخال الشك على المؤمنين بحال الطالب المسارع إلى تحصيل شيء يخشى أن يفوته فإنهم لم يكتفوا بالكفر بل توغلوا في أعماقه. * الفرق بين خواتيم الآيات الثلاث: العذاب متحقق في الثلاثة لكن كل واحدة تناسب ما قيل فيه ومن قيل فيه: في الأولى هؤلاء يسارعون في الكفر فربنا هددهم بأنه لن يجعل لهم حظاً في الآخرة فذكر العذاب العظيم وهو أشد العذاب. في الثانية الذي يشتري بضاعة يطلب الربح فإذا خسر يتألم، فالذين تركوا الإيمان واشتروا الكفر خسروا ولهم عذاب أليم. في الثالثة هؤلاء أملى لهم ما هو خير لهم في ظاهره من المال والرزق والسعة ما يفخرون به وما يعتزون به وقد يستطيلون على خلق الله، هذا المستطيل يُهان فجاء بصفة ضد ما كان يصنع في حياته الدنيا فقد كان يعتز ويفخر فيهان.

ﵟ وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ ۚ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا ۗ يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﵞ سورة آل عمران - 176


Icon