الوقفات التدبرية

آية (٦٠) : (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ...

آية (٦٠) : ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ﴾ * الفرق بين الخشية والخوف والوجل : ترتيب هذه الكلمات هو: الخوف، الخشية، الوجل. الخوف توقع أمر مكروه. الخشية خوف يشوبه تعظيم ولذلك أكثر ما تكون الخشية إذا علم المرء ما يخشى منه ولذلك قال تعالى ﴿إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء﴾ ، وقد تكون الخشية أشد الخوف، والسياق هو الذي يحدد. الوجل هو الفزع ويربطونه باضطراب القلب تحديداً ﴿الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ﴾ كما قالت عائشة رضي الله عنها "الوجل في قلب المؤمن كضربة السعفة" (سعفة النخل) وعلامته حصول قشعريرة في الجلد. وفي القرآن لم نجد اسناد الوجل إلا للشخص عامة ﴿قَالَ إِنَّا مِنكُمْ وَجِلُونَ﴾ أو للقلب خاصة ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ﴾، في حين أن الخوف والخشية لم يسندا للقلب في القرآن كله. * عبّر الله تعالى بقوله ﴿مَا آتَوا﴾ دون ذكر الصدقات أو الأموال ليعُمّ كل أصناف العطاء وليعُمّ القليل والكثير، فثمّة مؤمنون ليس لهم من المال ما تجب فيه الزكاة ولكنهم يعطون مما يكسبون.

ﵟ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ﵞ سورة المؤمنون - 60


Icon