الوقفات التدبرية

* الفرق بين الخداع والمخادعة: خدعت الرجل أي أوهمته، فعلت شيئاً...

* الفرق بين الخداع والمخادعة: خدعت الرجل أي أوهمته، فعلت شيئاً يتصور أنه صواب فأغرر به لأنال هدفاً آخر، الآية استخدمت الفعل الرباعي ﴿يخادع﴾ ولم تستخدم ﴿يخدع﴾ مع المنافقين للدلالة على التجدد والاستمرار فهم مستمرون في الخداع، يخادع على وزن (يفاعل) تدل على شدة المفاعلة كأنهم يحاولون أن يُظهِروا أمام المسلمين إظهاراً شديداً أنهم مسلمون فيذهبون إلى المسجد ويتظاهرون أنهم يسمعون القرآن ويضمرون عكس ما يظنون ويحسبون أنهم يخادعون الله. * استخدم ﴿يُخَادِعُونَ﴾ بالصيغة الفعلية و﴿خَادِعُهُمْ﴾ بالصيغة الإسمية، ﴿يُخَادِعُونَ﴾ هم يتصورون هذا في أفعالهم ومخادعتهم ، ﴿وَهُوَ خَادِعُهُمْ﴾ جملة إسمية والجملة الإسمية آكد في المعنى وتدل على ثبات المعنى كأنه قانون ثابت لا تغيّر فيه لا في الزمن الماضي ولا في المستقبل. * ﴿وَهُوَ خَادِعُهُمْ﴾ البعض يقول هل الله يخدع؟ لا، الله لا يخدع وليس من صفاته الخداع، ولكن اللفظ جاء مشاكلة للفظ يخادعون، يخادعون وهو خادعهم، يعني الله يترك لهم الفرصة فلا يفضحهم من أول لحظة فيتصورون أنهم نجوا ثم يكشفهم بعد ذلك ويأتيهم من حيث لم يحتسبوا. * الفرق بين المكر والكيد والخداع : المكر سر في الإنسان، كل من يعطي عطاء الهدف منه توريط المعطَى وليس إسعاده وإنما إهلاكه به يسمى مكراً. الكيد هو تدبير خفي دقيق ينطلي على المكيد به وأنت تريد من ورائه شيئاً معيناً ﴿كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ﴾ فالله أراد أن يجعل يوسف ملك مصر وهو صغير عند يعقوب كيف؟! المخادعة والخديعة إظهار المحبة والولاء والشفقة كي تؤدي بهم إلى الهلاك. فالثلاثة تشترك في أنها إلى هلاك لكن المكر هلاك عن طريق التزيين والعطاء السم بالدسم والكيد عن طريق دقة التدبير بحيث لا تأتيك التهمة إطلاقاً. * مع يوسف الكيد ﴿كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ﴾ ومع عيسى المكر قال تعالى في آل عمران (وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ (٥٤)) (إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ (٥٥)) (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ (١٥٧) النساء) وحينئذ هذا مكر الله، فقد تآمروا على سيدنا المسيح عليه السلام سنوات ورب العالمين مكر بهم كما أردوا أن يمكروا بعيسى فألقى شبهه على أحد زعمائهم فصلبوه ورفع سيدنا عيسى إلى السماء.

ﵟ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ﵞ سورة النساء - 142


Icon