الوقفات التدبرية

* أسلوب الخطاب مختلف في الآية عن قوله في آل عمران (لاَّ يَتَّخِذِ...

* أسلوب الخطاب مختلف في الآية عن قوله في آل عمران (لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ .. (٢٨)): في سورة النساء جاء النداء لأن الآية جاءت بعد كلام الله عز وجل على المنافقين فأراد أن يفضح هؤلاء المنافقين ويبيّن صفاتهم المعنوية والحسّية ﴿يُخَادِعُونَ اللّهَ﴾ ﴿وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى﴾ ﴿ يُرَآؤُونَ النَّاسَ﴾ ﴿وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً﴾ ﴿مُّذَبْذَبِينَ﴾ وقبلها أنهم يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين، فنادى الله المؤمنين باللقب الذي أحبه لهم والمحبب إليهم ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ﴾ وجاءت نهاية الآية بتحذير للمؤمنين (أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا (١٤٤)). في سورة آل عمران فالآية جاءت بعد آيتين عظيميتين عن عزة الله ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء (26)﴾ لم يكن الكلام على المؤمنين وإنما كان كلاماً على عزة الله وأنه مانح العز ومانح الملك وهو مالك الملك يعطي ويغني ويفقر ويحيي ويميت فأراد الله أن يبيّن للمؤمنين إن كنتم تؤمنون فلا تكونوا كالكافرين ولا تكونوا كأهل الكتاب الذين ذمهم الله في الآية التي سبقت (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ (٢٣)) فالله نهاهم بنهي لطيف رقيق ﴿لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء﴾ ولكن ختمها ﴿وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ﴾ كلام في منتهى الخطورة.

ﵟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا ﵞ سورة النساء - 144


Icon