الوقفات التدبرية

* (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ...

* (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ (24) الأنفال) ما هو الفرق لو قلنا استجيبوا إلى الله وإلى الرسول؟ أو استجيبوا لله والرسول؟ ما هو الفرق بين هذه التعابير الثلاثة؟(د.فاضل السامرائى) عندنا قاعدة التكرار يفيد التوكيد. (الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ (172) آل عمران) ﴿اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ﴾ هذه آكد لأن فيها تكرار، مررت بمحمد وخالد، مررت بمحمد وبخالد آكد. مررت بمحمد ومررت بخالد لكن التكرار يفيد التوكيد. لما كرر اللام ﴿اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ﴾ آكد، الأصل استجاب لـ وفي القرآن لا تجد استجاب إلى أبداً وفي اللغة عموماً هي مع اللام (فَاسْتَجَابَ لَهُ (34) يوسف) السياق هو الذي يحدد، إذا كان الكلام على الرسول في السياق أكثر يؤكد ويفصِّل وإذا كان الكلام ليس عن الرسول وإنما جاء هكذا يحذف. في آل عمران الكلام ليس عن الرسول وإنما عن الله (الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ (172)) لم يذكر الرسول، بينما في الأنفال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ (24)) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ (27)) وقبلها (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ (20)) السياق في الأنفال عن الرسول قبلها وبعدها ففصّل وأكّد قال ﴿اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ﴾. وفي آل عمران لم يؤكد, وهذه شبيهة بالطاعة ﴿اطيعوا الله والرسول﴾ أو (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ (54) النور). *أيهما أقوى؟ التي فيها تكرار ﴿أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾. حيث تكرر لفظ الطاعة السياق في ذكر الرسول وحيث لم يتكرر لفظ الطاعة فقط لله (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (132) آل عمران) (قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32) آل عمران). (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (59) النساء) ذكر الرسول، (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (54) النور) تكرر الرسول، (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (12) التغابن) حيث كرر الطاعة تكرر ذكر الرسول في السياق.

ﵟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﵞ سورة الأنفال - 24


Icon