الوقفات التدبرية

*متى يكون استعمال (أو) و (لا) (وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا...

*متى يكون استعمال ﴿أو﴾ و ﴿لا﴾ (وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى (37) سبأ) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ (9) المنافقون) (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ (24) التوبة) (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ (31) النور)؟(د.فاضل السامرائى) الواو من حيث الحكم يسمونها مطلق الجمع أما ﴿أو﴾ فلها معاني الإباحة والتخيير . خيّر أبِح قسّم بأو وأبْهِمِ واشكُك وإضرابٌ بها أيضاً نُمِى فيها معاني كثيرة فـ﴿لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ﴾، ﴿أو﴾ قد يكون فيها إباحة أو تخيير أو قد تكون تقسيم. إباحة هم يقولون جالسوا العلماء أو الزهاد تبيح له أن يجالس هذا الصنف من الناس، جالس الفقهاء أو العلماء، صاحب فلان أو فلان أو فلان تبيح له في صحبة هؤلاء. ﴿أو﴾ قد تكون للتخيير، التخيير لا يقتضي الجمع إما هذا وإما هذا أما الإباحة "تزوج هنداً أو أختها" هذا تخيير لا يجوز الجمع بين الأختين. الواو لمطلق الجمع فلما قال ﴿لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ﴾ يعني كلها لا تلهيكم. السؤال لماذا جاء بـ ﴿لا﴾؟ لو لم يذكر ﴿لا﴾ لو قال (لا تلهكم أموالكم وأولادكم) احتمال أنه إذا جمع بينهما أما إذا أفرد، ﴿ولا أولادكم﴾ فيها احتمالان: احتمال الإفراد والجمع، أنه بنهاك عن الجمع بينهما لو أفردت فلا بأس، لو التهيت بأحد منهما فلا بأس هذا احتمال، واحتمال أنه كل واحد على حدة اجتمعا أو انفردا. النُحاة يضربون مثلاً يقولون "ما حضر محمد وخالد" أو " ما حضر محمد ولا خالد"، "ما حضر محمد وخالد محتمل أنه حضر واحد منهما، ويحتمل أنه لم يحضر محمد ولم يحضر خالد، هذا احتمال واحتمال أن واحد منهما حضر، هذه يسمونها تعبيرات احتمالية تحتمل أكثر من دلالة. لا توجد قرينة سياقية ولا لفظية تعين مفهوماً محدداً هنا. لو قلنا " ما حضر محمد ولا خالد" يعني لم يحضرا لا على سبيل الإجتماع ولا على سبيل الإفراد. "ما حضر محمد وخالد" احتمال أنه حضر واحد منهم ما حضر الاثنان، ما حضر محمد وخالد حضر محمد فقط واحتمال أنه ما حضر ولا واحد منهما، إذن هي تنفي حضور الإثنين أو ربما تثبت حضور أحدهما نسميه تعبير احتمالي. أما في قولنا "ما محمد ولا خالد" أي لم يحضر أي واحد منهما لا على سبيل الاجتماع ولا على سبيل الإفراد.

ﵟ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﵞ سورة التوبة - 24


Icon