الوقفات التدبرية

آية (128): *ما دلالة استخدام الصيغة الإسمية مرة والفعلية مرة في قوله...

آية (128): *ما دلالة استخدام الصيغة الإسمية مرة والفعلية مرة في قوله تعالى (إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ {128}‏ النحل؟(د.فاضل السامرائى) هذه الآية فيها احتمالات ونسأل لماذا لم يقل: (ومع الذين هم محسنون) أو (مع الذين اتقوا الذين هم محسنون)؟ لم يقل (ومع الذين هم محسنون) لأن هذا يدلّ على أنهما صفتان مختلفتان. ولم يقل (مع الذين اتقوا الذين هم محسنون) فهذا يدل على أنهما صنف واحد. لكن جاءت ﴿إن الله مع﴾ وإذا نظرنا في الآية التي سبقتها (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ {126}) فقوله تعالى (بمثل ما عاقبتم) بمعنى من عاقب يمثل ما عوقب به فقد اتقى، وقوله ﴿ولئن صبرتم لهو خير للصابرين﴾ هذه أفضل من ﴿وإن عاقبتم﴾ والصبر هو من الإحسان. والتقوى هي أن لا يراك الله حيث نهاك ولا يفتقدك حيث أمرك. فالذين هم محسنون هم حالة أعلى من الذين اتقوا فجاء بالجملة الإسمية الدالة على الثبوت في صفة المحسنين.

ﵟ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﵞ سورة النحل - 128


Icon