الوقفات التدبرية

في سورة البقرة (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا...

في سورة البقرة (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63)) وفي البقرة أيضاً (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ (93) البقرة) هذه الأولى في زمن موسى خذوا ما آتيناكم من التوراة بقوة وطبقوا ما فيه. أما في زمن النبي  اليهود حاربوا النبي أن لا يسمحوا لأحد بأن يسمع القرآن (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ (26) فصلت) إذا سمعتم القرآن ضعوا أصابعكم في آذانكم وإذا مر مسلم لا تضعوا أعينكم في أعينهم احتقاراً عملوا خطة عجيبة كما يفعلوا الآن لا يسمعوك في جعوة ولا في حقيقة إذا قلت شيئاً طيباً لا ينقلوه وإنما ينقلون الشيء الرديء، سدوا آذانهم عن كل حسناتك فقال تعالى لهم ﴿خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ﴾ اسمعوا الآخر أنت كيف تعيش مع الآخر إن لم تسمعه؟ اسمع ما يقول ولهذا رب العالمين يمتدح السماعين البارعين في السماع والسماع فنّ (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ (18) الزمر) والسماع فنّ من لي بإنسان إذا حدثته وجهلت كاد الحلم رد جوابه وتراه ينصت للحديث بقلبه وبسمعه ولعله أدرى به ما هذا الذوق الرفيع؟ أنا أعرف الذي تتكلم عنه لكن أنا منتبه عليك وأثني عليك هذا إنسان صاحب خلق وذوق راقي أما الساقط الفوضوي أصحاب اللغة هؤلاء لا يسمعون وإنما يهرّج (وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً (35) الأنفال) هذا كان ديدنهم والله تعالى قال لهم ﴿خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ﴾.

ﵟ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﵞ سورة البقرة - 63


Icon