الوقفات التدبرية

*ما دلالة كلمة يرضوه في قوله تعالى (الله ورسوله أحق أن يرضوه) في...

*ما دلالة كلمة يرضوه في قوله تعالى (الله ورسوله أحق أن يرضوه) في سورة التوبة؟(د.فاضل السامرائى) قال تعالى في سورة التوبة (يَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ {62} إرضاء الله تعالى ورسوله أمر واحد لا اختلاف بينهما ومثل ذلك قوله تعالى (من أطاع الرسول فقد أطاع الله) لذا جاءت كلمة يرضوه بضمير الغائب المفرد وليس يرضوهما. * ما دلالة أن يعود الضمير على واحد ﴿يرضوه﴾ فقط في الآية (يَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ (62) التوبة) ولم يقل يرضوهما بما أنه ذكر الله ورسوله؟(د.فاضل السامرائى) ليستا جهتين متباينتين، من أرضى الرسول  فقد أرضى الله سبحانه وتعالى ومن أرضى الله تعالى فقد أرضى الرسول  وقد قال تعالى (مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ (80) النساء) ليستا جهتين كل واحدة تحتاج لإرضاء، هي جهة واحدة: إرضاء الله تعالى من إرضاء الرسول  لأنه قال من أطاع الرسول فقد أطاع الله فإذا أطعت الرسول  وأرضيته تكون قد أرضيت الله تعالى. أحياناً يقال لك إرضي فلان وارضي فلان وكل واحد له مطلب لكن هنا الحالة واحدة، الحالة الأساسية هي إرضاء الله تعالى. والضمير في ﴿يرضوه﴾ الأظهر أنه للرسول  لأنه قال ﴿يَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ﴾ يذهبون إلى الرسول  فبدل أن يحلفوا للمؤمنين ويرضوهم إذهبوا إلى الرسول  وارضوه فإذا رضي الرسول  فقد رضي الله سبحانه وتعالى. فيقول للمنافقين بدل أن تذهبوا للمؤمنين حتى يرضوا اذهبوا إلى الرسول وأرضوه. ما دام علمنا أن إرضاء أي واحد منهما هو إرضاء للآخر فلا يضير أن يعود الضمير على من. ما دام إرضاء أي واحد منهما يرضي الآخر. لم يذكر واحداً فقط لأن الرسول  ليس جهة مستقلة عن الله تعالى وإرضاء الله تعالى هو الأول فلا بد أن يذكر الله تعالى فكيف نرضي الله تعالى؟ نرضي الرسول . إرضاء الله تعالى هو الأول جعلهما جهة واحدة وليستا جهتين متباينتين مختلفتين. لو قال يرضوهما تدل على أن كل واحد له مطلب وكل واحد يجب إرضاؤه وقد تتعارض الإرادتان. هنا الجهتان واحدة إذا أرضيت إحداهما فقد أرضيت الأخرى. هو إرضاء واحد إذا أرضيت الرسول  فقد أرضيت الله تعالى وإذا أرضيت الله هذا إرضاء للرسول

ﵟ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ ﵞ سورة التوبة - 62


Icon