الوقفات التدبرية

*ما الفرق بين (كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ...

*ما الفرق بين (كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ (86) آل عمران) و (وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ (74) التوبة)؟(د.أحمد الكبيسى) قال تعالى (كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ (86) آل عمران) وفي سورة التوبة (وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ (74) التوبة) واضح جداً المغزى ناس أسلموا اليوم وبعدما أسلم لسه (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ (14) الحجرات) هذا معروف يعني حصل حالة حالتين ثلاث أربعة وهرب المرتدين وقسم منهم رجعوا انتهى أمرهم ناس ما أن اسلم اليوم حتى ارتد بعد اسبوعين ثلاثة أربعة هذا شيء ما لنا شغل فيه وهو متوقع ﴿وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ﴾ ما نتكلم فيه واحد ولد من أبوين مسلمين عن أباً عن جد عندما صار مؤمناً عظيماً وتشرّب الإسلام من الطفولة وتعلمه ودرسه وكان يصلي ويصوم كما قال الإخوان في بعض الاسئلة وإذا بهم تشكل أحزاب وفئات وطوائف وجماعات تخرج من الإسلام بالمائة مائة ولو زعمت أنها باقية على الإسلام وقسم ترك الإسلام نهائياً. هذا في بداية الأمر حالة حالتين ثلاثة ثم جرى عليهم في التاريخ ما جرى. هذه الآية تتحدث عن آخر الزمان حيث تصبح هذه ظاهرة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم يشرح هذه الآية (لا تقوم الساعة حتى يخرج الناس من هذا الدين أفواجاً مثلما دخلوا فيه أفواجاً) يا الله! تصور رب العالمين في البداية فعلاً لما الإسلام والمسلمين انتصروا في بدر وغيرها والحمد لله جاء الناس أفواج والفوج الجماعة التي عليها رئيس شيخ عشيرة رئيس حزب رئيس مدينة هذا فوج (هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ (59) ص) والفوج في الجيش مجموعة من الجنود والضباط عليهم قائد، هذا هو الفوج. (لا تقوم الساعة حتى يخرج الناس من هذا الدين أفواجاً كما دخلوا فيه أفواجاً) لما تقرأ التاريخ هذا ما حصل إلا في القرن العشرين الماضي من بدايات القرن إلى اليوم هناك هذه الظاهرة جماعة حزب طائفة مذهب وإذا بها بقائدها بزعيمها برئيسها تعلن أنها يعني سلكت درباً آخر ولها عنوان آخر كيف تعرف أن هذا الفوج الجماعة منظمة سواء كان تنظيماً عشائرياً أو طائفياً أو فئوياً أو حزبياً أو مهنياً أو ما شاكل ذلك كيف تعرف أن هذه الطائفة فعلاً كفرت بعد إيمانها؟ أولاً منظمة لها قيادة، اثنين لها شعار ناس شعارها وطن حر وشعب سعيد فانضم إليهم آلاف الناس بل ملايين الناس هدفهم ترك الدين طيب واستمرت هكذا ذهب هؤلاء وجاء بعدهم آخرون أيضاًَ لهم نفس الشعار وهكذا يوم بعد يوم كل عشرين ثلاثين سنة من القرن العشرين إلى الآن تطلع جماعة حزب فئة لها شعار جديد برّاق يعني يجذب الناس الشباب ويكون لهم ميزة واحد شاربه كثيف جداً هذا شعاره أو علامته الآخر شاربه صغير أو نازل على الشفة هذا شيوعي وهذا نازي وهذا بعثي والخ القاسم المشترك اولاً كل واحد منهم من هذه الجماعات له شعار، اثنين الكل له ميزة معروف بشكله بلباسه أو شعره إما بلحيته أو شاربه الصغير أو المفتول أو المتدلي، ثلاثة الكل يرفض الآخر الكل يشتركون في أن الآخر كل من عداهم مرفوض بالمائة مائة. جماعة تطلق على الآخر أنه هذا رجعي والجماعة التي بعدهم قال لا الآخر هذا خائن كل الأمة الأمة كلها ما عداهم جميع الأمة ما عدا هذه الفئة يعتبروا رجعيين وبعد ثلاثين عاماً راحوا انتهوا بعد أن خربوا ودمروا والخ وراءها جاءت جماعة كل من عداهم خائن كل الأمة ما عداهم هم لوحدهم، جاءت جماعة أخرى ورائها كل من عداها مشرك، القاسم المشترك هو رفض الآخر بالمائة مائة والكل يقتل كل هؤلاء والقتل تقول الآية ﴿كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ﴾ عندنا آيتين عجيبة هنا رب العالمين يقول مافي توبة وهناك في توبة رب العالمين سبحانه وتعالى يتكلم عن ناس يقول (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ (90) آل عمران) لن تقبل توبتهم، من؟ الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفراً هذه فيها خصوص بعد العموم، هناك ﴿كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ﴾ مافي ازدادوا كفراً لكن هؤلاء قال عنهم (إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (89) آل عمران) هؤلاء الذين تحدثنا عنهم في السابق لو تاب تاب يعني واحد قال لأحد الشيوعي أنا لا أؤمن بالله يا أخي، الذين أنكروا الإسلام وأنكروا الدين قال هذا مو شغلنا نحن ناس نتبع عقيدتنا الجديدة عقيدة الحزب هؤلاء إذا تابوا إلى الله الله يبقبل توبتهم وعن نفس هؤلاء يقول عز وجل ﴿إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ﴾ ما الفرق بين الاثنين؟ الأول فقط ارتد ارتد وانتهينا أما هذا ارتد ثم أجبر الآخرين أن يرتدوا معه هذا ﴿ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا﴾ إذاً الذين كفروا بعد إيمانهم خلاص هو ارتد لوحده صار كافراً لكن الآخر ارتد بعد إيمانه وأدخل كثيراً من المسلمين في الردة .عندنا طوائف عندنا مسميات في العالم الإسلامي كانوا مسلمين ممتازين الآن لهم دين آخر والكل يعرف ماذا نعني. حينئذٍ هذا واحد لكن واحد رجل عظيم جداً من علماء الأمة العظام اسمه عدي بن مسافر رضي الله تعالى هذا كان هرب من ظلم بني أمية له لأنه كان رجلاً صريحاً في الحق وعالم من علماء المسلمين وسكن في شمال العراق وكان من علماء الأمة العظام والمجاهدين الكرام لكن ما عنده أولاد ولما مات خلفه على قومه ابن أخته ابن أخته قال لهم نحن لماذا نحارب الشيطان؟ نحن بما أنه هذا عدونا لازم نعبده حتى نتخلص منه وفعلاً استطاع يوماً بعد يوم أن يخرجهم من الإسلام طبعاً لا يقول لك نحن ضالين لكن يقول نحن نعبد الشيطان حتى نتخلص من شروره وفعلاً الآن حوالي خمس ست ملايين وأصبحوا على هذه الشاكلة بشكلٍ أو بآخر هذا تكرر أكثر من مرة في هذا الدين ﴿كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ﴾ هؤلاء فقط كفروا قال ﴿إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ أما هذا الذي كفر بعد إيمانه ثم ازداد كفراً بأن أدخل آخرين بالكفر هذا الذي لن تقبل توبته حتى لو تاب بعد ذلك فلن تقبل حينئذٍ لماذا؟ لأن هذا أصبح سبباً في إخراج آلاف وملايين الناس من دينهم وليس هذا فقط قلنا أن جميع هذا الأسماء والمسميات في القرن العشرين التي تركت الدين كلها تقتل ومنها من يقتل شر قتلة. هناك فرق بين واحد يقتل بإعدام يعني هناك رؤساء حكومات كان يعدمون أعداءهم بالسجون والإعدام الرسمي لا تطور الأمر حتى صار إعداماً خيالياً إما بتعليق الناس على أعمدة النور وتقطيع أوصالهم ويديه ورجليه وذكره والخ ثم يسحلونه بين تصفيق الجمهور والصبيان وهكذا أو يغرقونه بالمياه أو يقلعون عينيه بالدريل هكذا بهذا الشكل شاع في الأمة من القرن العشرين إلى الآن ﴿كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ﴾ هذا واحد، ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ﴾ والثالث (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (91) آل عمران) هذا الذي لم يسعفه الوقت لكي يتوب إرتد لكنه لم يتب والآخر ارتد وتاب يغفر له والآخر الذي كفر وازداد كفراً بحيث أدخل الآخرين مصائب أحزاب فئات طوائف جماعات مذاهب والتاريخ مليء بذلك ولما قال صلى الله عليه وسلم (لا تقوم الساعة حتى يخرج الناس من هذا الدين أفواجاً كما دخلوا فيه أفواجا) أنا في حياتي لم أسمع أن شخصاً خرج من الإسلام لوحده لا يوجد هناك دعاوى فئوية حزبية طائفية بعض الطرق كالصوفية ادخلوا الناس في متاهات هذا الشرك حينئذٍ هذا الفوج المنظم هو الذي سيكون من علامات يوم القيامة. هكذا هو حال الأمة كما أخبر النبي الصادق المصدوق وصدق رسول الله وفي كل يوم في هذا العصر نكتشف دليلاً آخر على صدق النبي عليه الصلاة والسلام (لا تقوم الساعة حتى يخرج الناس من هذا الدين أفواجاً كما دخلوا فيه أفواجاً) جماعة بأكملها تخرج وهذه خسارة عظيمة لهذه الأمة كل عشرين سنة ثلاثين سنة تلقى فيها فكرة إلقاءً، مصنوعة خارجياً بشكل متقن وذهب ضحيتها آلاف بل ملايين الشباب الرائع البطل والله في هذه الجماعات فيها إخلاص للوطن وفيها صدق وفيها حرية وتحملوا من العذاب في السجون وبقوا محافظين على هذا الذي هم فيه لظنهم أن هذا هو الصواب ولكن الإسلام لا يحمي المغفلين هناك (مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ (253) البقرة) ليس لك عذر في ذلك ومع ذلك خسرت الأمة آلاف من الكفاءات والعقليات والشخصيات في هذا الدولاب المستمر في كل عشرين سنة تظهر لنا فكرة يذهب ضحيتها آلاف الناس ثم تندثر بعد أن يخربوا ما يخربوا ويقتلوا من يقتلوا ظانين أن هذا هو الطريق السليم ثم تأتي الأخرى والأخرى وهكذا والأمة مفتوحة على الآخر والسبب في هذا أن مرجعية الأمة قضي عليها من أول ما قضي على هذه الأمة هذه قضية ﴿كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ﴾ وقال ﴿ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا﴾.

ﵟ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا ۚ وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ ۚ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ ۖ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﵞ سورة التوبة - 74


Icon