الوقفات التدبرية

* ما الفرق في إستعمالات الفعل كاد فى القرآن الكريم؟(د.حسام ...

* ما الفرق في إستعمالات الفعل كاد فى القرآن الكريم؟(د.حسام النعيمى) ﴿كاد﴾ في دراسات النحو يقولون هي من أفعال المقاربة. لما تقول: "كاد زيد يفعل كذا" يعني قارب الفعل، نقول "كاد المتسابق يفوز" يعني هو لم يفز لكن قارب الفوز. واستعمال ﴿كاد﴾ يأتي بعدها الفعل المضارع الغالب من غير ﴿أن﴾ إلا النادر (ما كدت أن أصلي العصر) الأصل أن تأتي من غير ﴿أن﴾ كاد يفوز، (لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (117) التوبة)، كاد يعني قارب الفعل ولم يفعله. ﴿ما كاد﴾ أو ﴿لم يكد﴾ معناه أصلاً لم يقارب، يعني لا قاربه ولا فعل من باب أولى. "كاد يفوز" يعني قارب الفوز لكن "ما كاد يفوز" أو "لم يكد يفوز" هذا الأصل. لما نسمع ما كاد يفوز يعني أصلاً لم يقارب مرحلة الفوز، نفي المقاربة. لكن قلنا أكثر من مرة أن العربي يتصرف في الألفاظ ويستعملها ونجد بعض آثارها إلى الآن في هذا الإستعمال يعني صار يستعملها بمعنى فعلت بعد جهدٍ وإبطاء. في العامية نحن نستعملها أحياناً فنقول: بالكاد فعلت هذا الأمر، يعني ما كدت أفعله، هو فعله معناه فعله بعد إبطاء. فإذن لما يقول أحياناً في بعض النصوص: "وصلتُ إليك وما كدت أصِل"، لما يقول "ما كدت أصل" لا يعني أنه ما وصلت ولا قاربت الوصول وإنما قال ابتداء وصلت إليك، ما كدت أصل يعني وصلت إليك ولكن بعد جهد وبعد تعب. كيف يتبين عندنا ما كدت أصل أنها ما قاربت الوصول أو ما وصلت أو وصلت بعد جهد؟ الناس لا تتكلم جملة واحدة وإنما هناك واقع حال وهناك سياق . خلاصة الأمر السياق هو الذي يعين المعنى الطبيعي الذي عليه أو المعنى الذي تحول إليه العربي بتحول الدلالة يعني صار يعطيه دلالة جديدة لكن وفق السياق هو الذي يبين مراده منها

ﵟ لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﵞ سورة التوبة - 117


Icon