الوقفات التدبرية

(وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ...

(وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163) وتلك هي قضية الحق الأساسية، و ﴿ وَإِلَـاهُكُمْ ﴾ يعني أن المعبود إله واحد، فالواقع أن الإله الحق موجود قبل أن يوجد الكفر. و ﴿ لاَّ إِلَـاهَ إِلاَّ هُوَ ﴾ هذه قضية ثانية، لأن غفلة الناس هي التي جعلت بعضا من نفوس الناس تلتفت إلى آلهة أخرى. وقوله الحق أنه سبحانه: ﴿ إِلَـاهٌ وَاحِدٌ ﴾ أي ليس له ثان، والفارق بين ﴿ واحد ﴾ و ﴿ أحد ﴾ هو أن ﴿ واحد ﴾ تعني ليس ثان، و ﴿ أحد ﴾ يعني ليس مركباً ولا مكوناً من أجزاء، ولذلك فالله لا يمكن أن نصفه بأنه " كل " أو " كلي " لأن " كل " يقابلها " جزء " و " كلي " يقابلها " جزئي " ، و " كل " هو أن يجتمع من أجزاء. والله متفرد بالوحدانية، وسبحانه المنزه عن كل شيء وله المثل الأعلى، وأضرب هذا المثل للتقريب لا للتشبيه، إن الكرسي " كل " مكون من خشب ومسامير وغراء وطلاء، فهل يمكن أن نطلق على الخشب أنه " كرسي " أو على المسامير أو على الغراء أو على الطلاء؟. لا. إذن كل جزء لا يطلق على " الكل " ، بل الكل ينشأ من اجتماع الأجزاء.

ﵟ وَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ ﵞ سورة البقرة - 163


Icon