آية (61): * ﴿ورتل القرآن ترتيلاً ﴾ : (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (61)) انظر إلى هذه الاستعارة البديعة في البيان الإلهي والحقائق الخفية وراء النظم القرآني الفريد. فحقيقة الإيلاج الإدخال. ولجت الدار إذا دخلتها. وقد صوّر الله سبحانه اختفاء الليل عند ظهور النهار بأنه يلِج بالنهار. وصوّر النهار بأنه يلِج في الليل وكأنهما جسمان يدخل أحدهما بالآخر. فإيلاج الليل انقضاؤه فأشبه ذلك إيلاج شيء في شيء إذ يبدو داخلاً فيه شيئاً فشيئاً. والكلام كله مسوقٌ إيماء إلى تقلّب أحوال الزمان. فقد يصير المغلوب غالباً وكذلك العكس. وفيه إدماج التنبيه بأن العذاب الذي استبطأه المشركون منوطٌ بحلول الأجل. وما الأجل إلا إيلاج ليل في نهار ونهار في ليل. وفيه إدماج تشبيه الكفر بالليل والإسلام بالنهار.

ﵟ ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﵞ سورة الحج - 61