الوقفات التدبرية

آية (46): * ورتل القرآن ترتيلاً : (ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ...

آية (46): * ورتل القرآن ترتيلاً : (ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (45) إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ (46)) ملأ فرعون هم أهل مجلسه وعلماء دينه من السحرة. فلِمَ خصّ ربنا الإرسال إليهم خاصة دون بقية القوم؟ ولِمَ قال ﴿وَمَلَئِهِ﴾ ولم يقل قومه؟ إنما جعل الله سبحانه وتعالى الإرسال إليهم دون بقية أمة القِبْط لأن دعوة موسى وأخيه عليهما السلام إنما كانت خطاباً لفرعون وأهل دولته الذين بيدهم تصريف أمور الأمّة. (ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (45) إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا (46)) انظر إلى توصير مجريات الحدث. فموسى وأخوه عرضوا الأدلة والآيات فكيف قوبلت هذه الآيات؟ قوبلت بالإعراض والتكبّر. فلِمَ قال ﴿فَاسْتَكْبَرُوا﴾ ولم يقل فأعرضوا؟ إن عطف استكبروا بفاء التعقيب يفيد أنهم لم يتأملوا الدعوة والآيات والحجة ولكنهم أفرطوا في الكبرياء. وهذا التصرف اقتضى أن يوصفوا بالاستكبار دون الكِبر. فقال ﴿فَاسْتَكْبَرُوا﴾ لأن السين والتاء توحي بالتأكيد أي تكبروا كبرياء شديدة بحيث لم يعيروا آيات موسى وحجته آذاناً صاغية.

ﵟ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ ﵞ سورة المؤمنون - 46


Icon