الوقفات التدبرية

*ما دلالة استخدام (وإذا) بدل (وإن)؟ قبل هذه لم يقل فقل لهم إني قريب...

*ما دلالة استخدام ﴿وإذا﴾ بدل ﴿وإن﴾؟ قبل هذه لم يقل فقل لهم إني قريب وإنما تكفل تعالى بالإجابة مباشرة كما خاطبهم مباشرة ﴿يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام﴾ ما قال قل لهم كتب عليهم الصيام كذلك في الدعاء لم يقل قل لهم وإنما قال ﴿فإني قريب﴾ مع أنه في آيات أخرى عندما يكون هناك سؤال يقول قل، مثلاً (يسألونك عن المحيض قل هو أذى) أما في هذه الآية تكفل الله تعالى بالإجابة مباشرة. هو يُدعى سبحانه وتعالى بلا واسطة وهو يجيب مباشرة حتى نلاحظ معظم سألك في القرآن يأتي بعدها ﴿قل﴾. ثم إنه قال ﴿أجيب دعوة الداع﴾ لم يقل إن شئت أو إن شاء ربك كأنه أجاب بينما نلاحظ في آية أخرى ( بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاء وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41) الأنعام) لم يقطع بينما في آية الصيام فالإجابة لا بد أن تكون إما يعجل له أو يُدّخر له أو يرد عنه بمقدارها من الأذى كما في الحديث، أجيب دعوة الداع لم يعلقها بشيء. أما استخدام ﴿إذا﴾ لأنه أراد سبحانه وتعالى أن يكثر الناس من الدعاء لأن ﴿إذا﴾ تفيد الكثير والمقطوع ولم يقل ﴿إن﴾،فالمطلوب أن يكثروا من الدعاء ويلحوا في الدعاء، ﴿إن﴾ وتستعمل للشك لمحتمل الوقوع والنادر والمستحيل الوقوع أما ﴿إذا ﴾ فهي لمقطوع الوقوع أو كثير الوقوع. (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ (180)هذا مقطوع الوقوع ، وقال ﴿وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا﴾ هذه قليلة. قال (إذا سألك) وقال ﴿إذا دعان﴾ هذه إشارة أن المطلوب من العبد الإكثار من الدعاء وعليه أن يكثر من الدعاء وفيها الدعاء شرط الإجابة ﴿أجيب دعوة الداع إذا دعان﴾ جعل الله تعالى الدعاء شرط الإجابة ومن باب التوكيد قدّم الإجابة على الدعاء. مثلاً إذا جئت إليّ أُكرمك، أنت بنيت كلامك على الإجابة حتى النحاة يقولون لما تقول أكرمك إن جئتني، هو قال له أُكرمك. بنى على الإخبار بالإكرام وهنا ربنا بنى على الإجابة، الإجابة بفضل الله متحققة والله تعالى يريد من العباد أن يدعوا والدعاء شرط الإجابة. وقال تعالى ﴿أجيب دعوة الداع﴾ وليس أجيب الداعي لأن الدعوة هي المطلوبة بالذات. يجيب ما تريد أنت أي يجيب الدعوة. وربنا يغضب إذا لم يدعوه العبد ويحب الملحاح في الدعاء وغضب ربنا على أقوام لأنهم لم يدعوه (وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ (43) الأنعام) (وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ (76) المؤمنون) ﴿قل أعوذ برب الفلق﴾ أي ادعُ وقلها لا في نفسك فقط، عندما يقول أعوذ يعني أنه يحتاج لمن يعينه فينبغي أن يقولها.

ﵟ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﵞ سورة البقرة - 186


Icon