الوقفات التدبرية

آية (84- 89 ): *(قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ...

آية (84- 89 ): *(قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (88) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (89) المؤمنون) ما دلالة ﴿إن كنتم تعلمون﴾ وما اللمسة البيانية في اختلاف الفاصلة في هذه الآيات؟(د.فاضل السامرائى) النظر في الآية يكشف السبب. نقرأ الآيات حتى تكون ظاهرة (قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (88) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (89) المؤمنون). (قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84)) السؤال عن الأرض ومن فيها، سؤال آخر (قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86)) أيّ الأكبر؟ السموات والعرش أكبر من الأرض، الأولى قال (قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84)) (سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85)) هذا السؤال يكفيه تذكر يعني النظر هذا يكفي تذكّر. الثانية فيها تهديد ووعيد (قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86)) قال (سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87)) صار الآن تهديد وتلك تذكر، لما كبر الأمر واتسع وهم علموا بذلك وأقام عليهم الحجة قال (سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87)) هذا رب السموات والأرض يملك أموركم أفلا تتقون؟! الآن صار الأمر أشد. الأولى فيها تذكر أيسر النظر الأرض وما فيها يكفي أنهم يتذكرون هذا الأمر وينوبون إلى ربهم وأما الثانية أشد ﴿أفلا تتقون﴾ فيها تحذير الأولى ما فيها تحذير ﴿أفلا تذكرون﴾ الأمر يدعو إلى التذكر، إذن لما كانت الثانية أشد كانت الخاتمة أشد. (قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (88)) هذه أكبر فختمها (سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (89)) يعني كيف تخدعون وتصرفون وأين تذهبون منه؟ لأن معنى سحر تخدع أو صرفك عنها، أين تفر؟! بيده ملكوت كل شيء يجير ولا يجار عليه فأين تذهب وأين تُصرف؟! هل عقولكم مخدوعة إلى هذا الأمر كيف تُخدعون؟! إذن كل واحدة تناسب السؤال الذي قبلها. ﴿قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ سؤال أول يذكّرهم، الثانية تهديد كبير (مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86)) والثالثة (قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (88)) كيف تخدع عقولهم أين تذهبون؟ أين تفرون منه؟ هل هذه أسئلة (أفلا تذكرون، أفلا تتقون، فأنى تسحرون)؟ ليست استفهاماً حقيقياً وإنما خروج للعبرة والاتعاظ. أين تذهبون؟ فيها تهديد وتحذير وتخويف وفيها تعجيب من حالتهم. *ما اللمسة البيانية في استخدام كلمة ﴿لله﴾ بدل ﴿الله﴾ في قوله قوله تعالى (سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ {87}) في الجواب على الآية في سورة المؤمنون(قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ {86} ُ)؟ (د.فاضل السامرائى) في آية أخرى في سورة الرعد جاءت الآيات (قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ {16}). من حيث اللغة لو سألنا من صاحب هذه الدار؟ يكون الجواب لفلان أو فلان. فهي من حيث اللغة جائزة أن نقول الله أو لله. أما لماذا اختار الله تعالى ﴿الله﴾ مرة و﴿لله﴾ مرة؟ لأن السياق في آية المؤمنون في السؤال عن الملكية (قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ {84} سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ) وقوله في نفس السورة أيضاً (قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ {88} سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ {89}‏) إذن السؤال عن الملكية فيكون الجواب ﴿لله﴾ ولأن السياق كله في الملكية جاء بلام الملكية. أما في آية سورة الرعد فالسياق في مقام التوحيد وليس في مقام الملكية وإنما عن الذات الواحدة لذا جاء الجواب ﴿الله﴾. سؤال: حينما ننظر إلى السؤال داخل القرآن الكريم أو في عموم اللغة العربية كل استفهام له غرض؟ كل استفهام له غرض ونضعه في سياقه حتى تتبين الإجابة. سؤال: العرب كانت تفهم أن كل استفهام له غرض وله دلالة؟ لا يأخذونه على علاته أنه سؤال وتنتهي القصة، أبو لهب كان يفهم هذا؟ ألم يثبت أن أحداً اعترض؟ ولم يعترض الآن بعض الناس مع أن جهابزة اللغة لم يعترضوا؟ هم أهل البلاغة، لو لم يفهم أبو لهب لكان اعترض وما ثبت أن أحدهم اعترض وإنما توجه اعتراضات هذه الأيام لأحد أمرين إنما لغرض التشويش أو للجهل. لو كان يعلم ولو كان يعلم لو كان طالباً متخصصاً في اللغة العربية يعرف هذا. سؤال: إذا كان عتاة الكفار الذي عاشوا في زمن الرسول  لم يوجهوا أدنى انتقاد أو أي اعتراض للقرآن الكريم وهم أهل البلاغة والفصاحة والبيان فلِمَ نأبه لما يصدر من جاهل حول القرآن؟ كيف تعترض على متكلم بلغته؟ هل تعترض على فرنسي يتكلم بلغته. هو حجة على الآخرين يتكلم بها. عدم وجود اعتراض من عتاة الكفار حجة على الجميع أن القرآن لا يوجه له أي انتقاد ولو وجدوا لاعترضوا. هو تحداهم بالقرآن عدة مرات فما استطاعوا.

ﵟ قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﵞ سورة المؤمنون - 84


Icon