الوقفات التدبرية

آية (126): *ورتل القرآن ترتيلاً : (وَهَـذَا صِرَاطُ رَبِّكَ...

آية (126): *ورتل القرآن ترتيلاً : (وَهَـذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (126)) انظر إلى هذا التناسق في أساليب العرض الذي في القرآن. فصور القرآن ألفاظه تأخذ بيدك لتضعك أمام المشهد وكأنك تشاهد عرضاً. ألا ترى كيف ناسق الله بين عبارتي ﴿الصراط المستقيم﴾ و ﴿الآيات﴾؟ لاحظ ذلك في الاية السابقة ﴿وَهَـذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ﴾ فالصراط هو الطريق المستقيم ووصفه بقوله مستقيماً ليبين لك أنه خالٍ من العِوَج والكلمتان مستعارتان للعمل الموصل إلى رضى الله ثم أتبعهما بقوله ﴿آيات﴾ أي آيات القرآن ولكن موقعها مع لفظ الصراط المستقيم فيه رشاقة لأن فيه تورية لمعنى الآيات اللغوي وهو العلامة التي يهتدي بها السائل وترشد الضال في مسلكه وطريقه. فكانت آيات القرآن ترشد الضال والتائه كما ترشد العلامة الضالّ في الطريق.

ﵟ وَهَٰذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا ۗ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ ﵞ سورة الأنعام - 126


Icon