الوقفات التدبرية

آية (116) : * ورتل القرآن ترتيلاً : (فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ...

آية (116) : * ورتل القرآن ترتيلاً : (فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116)) انظر إلى وصف مُلْك الله بالحقّ، هل يومئء هذا الوصف بشيء؟ بما أن الحق يقابل الباطل فإن مفهوم الصفة ﴿الْمَلِكُ الْحَقُّ﴾ يقتضي أن مُلْك غيره باطل أي فيه شائبة الباطل لا من جهة الجَوْر والظلم لأنه قد يوجد مُلْك لا جَوْر فيه ولا ظلم كمُلْك الأنبياء والصحابة والتابعين. ولكن مُلْكهم غير مستكمل حقيقة المالكية. إذ كل من ينسب إليه المُلْك عدا الله تعالى هو مالك من جهة ومملوك من جهة لما فيه من نقص واحتياج. ومن ثمَّ فإن مُلْكه مُلْكٌ باطلٌ لأنه ادّعاء مُلْك غير تام. ولذلك وصف الله تعالى ذاته بالعلو فقال ﴿فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ﴾.

ﵟ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ﵞ سورة المؤمنون - 116


Icon