الوقفات التدبرية

آية (43): *ما اللمسة البيانية في استخدام اسم الفاعل بمعنى اسم المفعول...

آية (43): *ما اللمسة البيانية في استخدام اسم الفاعل بمعنى اسم المفعول فى قوله تعالى ﴿لا عاصم اليوم من أمر الله الا من رحم﴾؟ (د.فاضل السامرائى) قسم من المفسرين يرون أحياناً في الإستعمالات القرآنية أن اسم الفاعل يكون بمعنى اسم المفعول كما في قوله تعالى ﴿لا عاصم اليوم من أمر الله﴾ بمعنى لا معصوم، ومن الممكن تخريجها على صورتها الظاهرة ويبقى المعنى. وقد ذكر المفسرون آراء أخرى تؤكد الإقرار على المعاني والصيغ اسم الفاعل واسم المفعول ويستقيم المعنى. والمصدر قد يأتي بمعنى اسم الفاعل أو اسم المفعول في القرآن مثل كلمة ﴿خلق﴾ فهي تأتي بمعنى مخلوق أحيانأً. وفي قوله تعالى في سورة هود ﴿لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم﴾ تحتمل معنيين: لا عاصم إلا الراحم وهو الله، ولا معصوم إلا الناجي فقد يختلف التأويل لكن المعنى يحتمل هذه التأويلات لأن لا عاصم إلا من رحمه الله تعالى أي ليس هناك من ينجيه إلا الله الراحم وتأتي الآية بعده ﴿وحال بينهما الموج فكان من المغرقين﴾ لا تمنع كلا التفسيرين وهذا ما يُسمى من باب التوسع في المعنى. هل يوجد اختلافات دلالية بين المشتقات وبعضها؟ أحياناً الصيغة الواحدة يمكن تخريجها على أكثر من دلالة كما في كلمة ﴿حكيم﴾ فقد تكون اسم مفعول مثل قتيل أو حكيم بمعنى ذو حكمة ﴿حكيم عليم﴾. وفي سورة يس ﴿يس(1) والقرآن الحكيم(2)﴾ هل المقصود أنه مُحكم أو هو ينطق بالحكمة فيكون حكيم؟ يحتمل المعنى كل هذه التفسيرات.

ﵟ قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ ۚ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ ﵞ سورة هود - 43


Icon