الوقفات التدبرية

آية (24): * في معظم القرآن يجمع (هدى) مع (على) (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ...

آية (24): * في معظم القرآن يجمع ﴿هدى﴾ مع ﴿على﴾ (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (24) سبأ) أما مع الضلال فيذكر ﴿في﴾ فما دلالة هذا؟ دائماً ﴿على﴾ تأتي مع الهدى و﴿في﴾ تأتي مع الضلال فما اللمسة البيانية في هذا؟(د.فاضل السامرائى) (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (24) سبأ) (فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ (45) التوبة) (بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَذَا (63) المؤمنون) الغمرة والريب واللجة يستعمل معها ﴿في﴾ ساقط فيها، في الغمرة ﴿بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَذَا﴾ (لَّلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (75) المؤمنون) ساقطين لا يستطيعون أن يتبينوا الأمر لأن الساقط في اللجة أو في الغمرة ليس متمكناً. ﴿على﴾ مقصود بها الاستعلاء، و ﴿في﴾ للظرفية. ﴿على الهدى﴾ يعني متمكن مبصر لما حوله، في الطريق متثبت، ثابت عليه، ﴿في﴾ معناه ساقط فيه، لما يقول (فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (11) يونس) أي ساقطون ﴿فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ﴾ (وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ (71) طه) يثبتهم فيها يجعلها قبوراً لهم. ﴿في﴾ تفيد الظرفية في الأصل لما يقول (فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (11) يونس) ﴿فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ﴾ يعني ساقطين في اللجة، ساقطين فيها والساقط في الشيء ليس كالمستعلي. * تدلهم عليه الأمور ولا يعلم الصح من الخطأ! ولذلك هو يستعمل ﴿في﴾ مع الريب والشك والطغيان والضلال. * أليس ممكناً أن يقول "في الهدى"؟ لا، مستعلي يتبين وينظر هكذا وهكذا، متمكن. * وكأنه اختار الهدى على علم وبينة؟ هو متمكن من الأمر وينظر، متمكن من نفسه مستعلي والهدى هو علوٌ وارتفاع والضلال هو سقوط.

ﵟ ۞ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ قُلِ اللَّهُ ۖ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﵞ سورة سبأ - 24


Icon