الوقفات التدبرية

آية (108) : * بالنسبة للخلود هو البقاء إلى ما لا نهاية فماذا نفهم من...

آية (108) : * بالنسبة للخلود هو البقاء إلى ما لا نهاية فماذا نفهم من قوله تعالى (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108) هود) ما اللمسة البيانية التي نفهمها من ذلك؟ هل معنى الآية أنهم سيخرجون من الجنة؟ ذُكِرت أمور في هذا، إما الاستثناء (يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ (48) إبراهيم) * ابن عباس كان يقول وما الأهل بالأهل الذين عرفتهم وما الدار بالدار التي كنت أعلم، لكن هل الجنة ستكون على الأرض؟ لا نعلم، أينما كانت، هي في السموات لكن قالوا قد يكون الاستثناء عندما كانوا في البرزخ، والسياق يحتمل. نعم يحتمل. * وهل سيكون هناك سماوات وأرض أيضاً؟ قال تعالى ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ﴾ . قالوا إما أن يكون الاستثناء من البرزخ لأن هؤلاء هم يستحقون الجنة بعد موتهم لكن لا يدخلونها إلا بعد، حياة البرزخ مستثناة من دخول الجنة، هي القبر. أو عند القيامة قبل السؤال ربنا سبحانه وتعالى يجعل الخلق ما يشاء قبل أن يسألهم قسم قالوا أربعين ألف سنة (فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) المعارج) هذا مستثنى، هل هم في الجنة الآن؟ لا، إذن مستثنى لم يدخلوا الجنة هذا مما شاء ربك أن لا يدخلوا الجنة. * وضّح لي هذه الآية ببساطة ﴿مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ﴾ ما معناها؟ يعني هم خالدون في الجنة مدة السموات والأرض إلا ما شاء ربك، ما هذه المشيئة؟ ما هذا الاستثناء؟ الإستثناء إما في البرزخ يعني قبل دخول الجنة، وإما القيامة قبل السؤال هم ليسوا في الجنة أو قبل أن يساق الناس إلى مستقرهم، أو تحلّة القسم ﴿وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا﴾ كل واحد بحسب ما عمل، هذه ما شاء ربك لا يكون فيها أو عصاة المسلمين يدخلون في النار ثم يدخلون في الجنة إلا ما شاء ربك. * هل المفهوم من هذه الآية أن كلهم يدخلون الجنة إلا أناس لا يدخلون الجنة؟ ما معنى الاستثناء هذا من حيث الدلالة القرآنية؟ هنالك أناس لا تدخل الجنة أو تدخل وتخرج؟ ذكر أهل النار قبلها قال (خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ (107)). في أهل الجنة ﴿فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ﴾ ما دلالة هذا الاستثناء ﴿إلا ما شاء ربك﴾؟ هل أنهم سيخرجون من الجنة؟ لا، لا يخرجون لأن هذه المشيئة لها تفسيران، قد يعني بها عصاة المسلمين الذين يدخلون النار ثم ربنا سبحانه وتعالى يدخلهم الجنة فيما بعد، هذه مسألة استثناء ﴿إلا ما شاء ربك﴾ أو تحِلّة القسم (وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا (71) مريم) سيمر عليها، هذا ما شاء ربنا سبحانه وتعالى أو ما ذكرناه عند القيامة قبل السؤال هذا كله يكون من المشيئة من الاستثناء.

ﵟ ۞ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۖ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ﵞ سورة هود - 108


Icon