الوقفات التدبرية

إذا فهمنا السياق فكيف نفهمه في آية سورة يوسف (وَلَمَّا فَصَلَتِ...

إذا فهمنا السياق فكيف نفهمه في آية سورة يوسف (وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ (94))؟ ما دلالة استخدام الفعل أجد مع الرائحة مع العلم أنها تُشم؟ (د.فاضل السامرائى) هو كأنه كان الريح ضائعاً فوجده. هو فعلاً كان ضائعاً فوجده، يوسف كان ضائعاً، هذه حصلت في ضياع يوسف لا يعلم أين هو (يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ (87) يوسف) إذن كان ضائعاً ورائحته ضائعة معه فوجده. * مع أن الريح كانت في القميص وهم تُشمّ؟! هي تُشمّ ولكن هذه إلتفاتة لطيفة للدلالة على أن الريح كانت ضائعة فوجدها. ثم وجد هي ليست للأشياء المادية فقط ، ليس بالضرورة (لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا (64) النساء) (وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ (39) النور) (إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا (44) ص) (وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً (77) الإسراء) (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (6) الضحى) وجد عامة، وجد تأتي للأمور المادية وتأتي للأمور القلبية والأمور الأخرى. وهي من أفعال القلوب. * ما أفعال القلوب؟ ظنّ وأخواتها، قلبية، الظن أمر قلبي والعلم أمر قلبي ليست ملموسة. بعض الأفعال قد يكون أصلها مادي. حسب وظن وزعم وخال هذه قلبية. وجد تكون للأمور المادية مثل وجدت الكتاب، هذا يأخذ مفعول به بينما إذا صار قلبياً يأخذ مفعولين. * وجدت الكتاب هذا ليس قلبياً؟ وجدت الحق واضحاً، هذا قلبي ليس ملموساً. إذن وجد ليست بالضرورة لأشياء مادية ملموسة. فالمقام يقتضي، كان يوسف ضائع إذن رائحته ضائعة غير موجودة، لما جاء القميص ووُجِد وجدت رائحته معه دلالة على ضياع. الشمّ ليس فيه هذا الأمر، يشم عادي لكن أجد كان ضائعاً فوجده. وجدت الشيء يعني كان ضائعاً. الشم لا يؤدي هذا المعنى وليس فيه ناحية نفسية التي تدل على الضياع أنه كان مفقوداً ضائعاً فوجده.

ﵟ وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ ۖ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ ﵞ سورة يوسف - 94


Icon