الوقفات التدبرية

* (ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبْدًا مَّمْلُوكًا لاَّ يَقْدِرُ عَلَى...

* (ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبْدًا مَّمْلُوكًا لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ (75) النحل) (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا (29) الزمر) قال في الأولى يستوون بالجمع مع أنه يتحدث عن اثنين وفي الثانية قال يستويان مثنى فما دلالة الاختلاف؟ وما اللمسة البيانية؟(د.فاضل السامرائي) آية النحل (ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبْدًا مَّمْلُوكًا لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ (75) النحل) ﴿وَمَن رَّزَقْنَاهُ﴾ ليست بالضرورة أن تكون مفرد، كلمة ﴿من﴾ تكون للمفرد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث يبدأ بالإفراد ويأتي فيما بعد بالدلالة، يبدأ بالمفرد المذكر ، وقال ﴿يستوون﴾ بالجمع، هو يبدأ بالمفرد (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8) البقرة) (لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ (10) الحديد) (أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا (10) الحديد) قال ﴿من أنفق﴾ مفرد ثم قال ﴿أولئك﴾ جمع، الأفصح فيها إلا لغرض بلاغي أن تبدأ بالمفرد المذكر وبعدها تأتي بما تريد. * ربما يقوي الفهم أنه قال في البداية ﴿عَبْدًا مَّمْلُوكًا﴾ عبداً واحداً؟ نفهم من هذا أنه يراد به الجنس ليس شخصاً واحداً، عندما قال هل يستوون وجاء بـ ﴿من﴾ قصد الكل. بينما الآية الثانية ((ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا (29) الزمر) هما اثنان فقال ﴿يستويان﴾ ، هذا قلة بالنسبة للأول، هذا رجل فيه شركاء متشاكسون وذاك عبداً مملوكاً، فهذا أقل وأنسب للتثنية.

ﵟ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﵞ سورة الزمر - 29


Icon