الوقفات التدبرية

(وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ...

(وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي (18)) لِمَ ابتدأ تعالى سؤال موسى عمّا يحمل بيده مع أن حمله للعصا واضح بداهية وهو لا يحتاج إلى سؤال؟. كان هذا الاستفهام لشد انتباه موسى عليه السلام. لأن مشاهِد الخوارق تسارع بالنفس بادئ ذي بدء إلى تأويلها وتدخل عليها الشك في إمكان اختفاء واستتار الأمر العادي بساتر خفي فلذلك ابتدأه بالسؤال عما بيده ليوقن بأنه ممسك بعصاه حتى إذا ما انقلبت حيّة لم يشك في أن تلك الحيّة هي التي كانت عصاه. (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى (18)) إن السؤال عن العصا بـ ﴿ما﴾ الاستفهامية كان يتطلب تحديد ماهية ما يحمل وحسب. فيقول مثلاً (هذه عصا) فلِمَ أطنب موسى وعدّد منافعها؟ لقد توسع الجواب تلذذاً بالخطاب؟ فالمرء إن تكلم مع شخص ذي بال تمنى لو طال حديثه معه، فكيف بمن خاطب وتكلم مع خالق الخلق سبحانه وتعالى؟

ﵟ وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ ﵞ سورة طه - 17


Icon