الوقفات التدبرية

آية(65): *(طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) الصافات)...

آية(65): *(طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) الصافات) شبّه الله تعالى شجرة الزقوم برؤوس الشياطين مع أن الأصل في التشبيه أن يكون المشبه به معلوم لكن في الآية تشبيه غير معلوم بغير معلوم فما الحكمة من ذلك؟(د.فاضل السامرائى) هذا التشبيه موجود في اللغة يكون مجهولاً بمعلوم لكن قي القرآن نقرأ ﴿طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ﴾ شبه مجهولاً بمجهول، هذا موجود في اللغة تشبيه عقلي بعقلي، تشبيه خيالي، موجود معلوم بخيالي. البيت المشهور: أيقتلني ومشرفيّ مضاجعي ومسنونةٌ زُرقٌ كأنياب أغوالِ من رأى الأغوال؟ الغول له صورة والإنسان يتخيله والشيطان أيضاً نتخيله. إني رأيت عجباً مذ أمسى عجائزاً مثل السعالي خمسا يأكلن ما في رحمهن همساً لا ترك الله لهن ضرسا الأطفال عندنا يخوفونهم بمخلوقات غريبة لا وجود لها فهذا موجود في اللغة. مع القرآن الكريم دائماً يقرب الصورة للأذهان ليذهب الذهن في قبح هذه ما يذهب. يتكلم عن شجرة الزقوم ولم نرها ويتكلم عن رؤوس الشياطين ولم نر شجرة الزقوم ولم نر رؤوس الشياطين إذن هو يتكلم عن أمر مغيّب لكن يبين لنا قبح فكيف تتخيل رأس الشيطان؟ نتخيل قبح، تخيل ما شئت من السوء. التشبيه هنا من حيث قبح المنظر أما الطعم فهذا شيء آخر.

ﵟ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ﵞ سورة الصافات - 65


Icon