الوقفات التدبرية

آية (60): * في سورة آل عمران (الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن...

آية (60): * في سورة آل عمران (الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ (60) آل عمران) وفي سورة يونس (لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94) يونس) فما اللمسات البيانية في هاتين الآيتين؟(د.فاضل السامرائي) الفرق بينهما التوكيد. نقرأ الآيتين. واحدة في آل عمران وواحدة في يونس. في آل عمران (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (59) الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ (60)) الممترين يعني الشاكّين. في يونس (فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94) وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ اللّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (95)) ماذا قال في يونس؟ قال ﴿فإن كنت في شك﴾ الشك يحتاج إلى توكيد لإزالته، تلك في آل عمران ليس فيها شك ﴿إن مثل عيسى﴾ ليس فيها شك. ﴿فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ﴾ لما قال هو في شك يحتاج إزالة الشك إلى توكيد فجاء بمؤكدات ﴿لقد﴾ اللام لام القسم، ﴿ولا تكونن﴾ نون التوكيد (فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94) وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ اللّهِ) عدة مؤكدات لأن السياق يختلف عن سياق آل عمران. ﴿فإن كنت في شك﴾ افتراض شكّ يحتاج إلى توكيد لإزالته. *الله سبحانه وتعالى لا يُسأل عما يفعل لكن نريد أن نفهم لماذا يؤكد الله سبحانه وتعالى يؤكد ويُقسِم ويعيد للبشرية ألا يكفيه سبحانه وتعالى أن يأتي الكلام مرة واحدة وتنتهي القضية. لماذا التوكيد والقسم والقضية كلها؟ الناس أقسام فيهم المُنكر، فيهم المؤمن، وفيهم الشاكّ وفيهم المرتاب ليسوا على شكل واحد فكل واحد يحتاج إلى خطاب.

ﵟ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﵞ سورة آل عمران - 60


Icon