الوقفات التدبرية

فرق في الصيغ بين سورة "الأعراف" وسورتي "الأنعام و...

فرق في الصيغ بين سورة "الأعراف" وسورتي "الأنعام و "يوسف" --------------------------------------------------------- قال تعالى في الأنعام ﴿وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ﴾ وفى الأعراف ﴿وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ﴾ وفى يوسف ﴿وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ﴾ : -ففي آية﴿ الأنعام ﴾ تقدمها قوله تعالى معرفا بحال الدنيا ﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ﴾ فجاء بلام القسم للتأكيد فى تعريف حال الدار الأخرة ﴿وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ﴾ وكأنك تقول والله للدار الآخرة خير، وليس فى وأما آية ﴿الأعراف﴾ ما يقتضى القسم لأنها مناطة بقوله تعالى (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَـذَا الأدْنَى) ثم قال ﴿وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ﴾ . - وصف الدار بالآخرة فى آيتي الأنعام والأعراف يطابق ما تقدم قبل كل واحدة ففى آية الأنعام ﴿وَقَالُواْ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا﴾ فقال ﴿وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ﴾ وأما آية الأعراف ﴿يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَـذَا الأدْنَى﴾ المراد به الدار الدنيا فقوبل بقوله ﴿والدار الآخرة خير﴾ ، ولما لم يتقدم مثل ذلك قبل آية ﴿يوسف ﴾ ورد لفظ الدار مضافا بغير الألف واللام فيه فقيل ﴿وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ﴾.

ﵟ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَٰذَا الْأَدْنَىٰ وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ ۚ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ ۗ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﵞ سورة الأعراف - 169


Icon