الوقفات التدبرية

آية (28): * لماذا جاءت كلمة جاثية منصوبة في (وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ...

آية (28): * لماذا جاءت كلمة جاثية منصوبة في (وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً (28) الجاثية)؟(د.حسام النعيمى) الجثو هو الركوع على الركبتين. يجثو على الأرض أي يهبط إلى الأرض جاثياً على ركبتيه. جاثيةً: ينبغي أن تأتي منصوبة لأنه رأى لكن الإعراب يختلف. عندما تقول: رأيت زيداً ماشياً، ماشياً إعرابها حال لبيان حا زيد، وهذه ﴿رأى﴾ البصرية أي أبصرته ماشياً. عندنا ﴿رأى﴾ الذهنية التي هي بمعنى اعتقد أو علِم هذه أيضاً يأتي بعدها منصوباً لكن تعرب مفعولاً ثانياً. تالنصب حاصل لكن الإعراب يختلف. في القول: رأيت اللهَ أكبرَ كل شيء: أكبرَ مفعول ثاني. رأيت زيداً ناجحاً، ناجحاً ليست حالاً هنا وإنما مفعول ثاني لأن رأى هنا هي رأى الذهنية لكن لما تكون رأى بصرية فيكون ما بعدها حال. ﴿وترى كل أمة جاثيةً﴾ في حال الجثو هنا ترى بمعنى البصر. رأيت زيداً ناجحاً (رأى بمعنى العلم) فتكون ناجحاً مفعولاً ثانياً. فكلمة جاثية منصوبة في الحالتين لكن بحسب الإعراب وبحسب المعنى.

ﵟ وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً ۚ كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَىٰ إِلَىٰ كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﵞ سورة الجاثية - 28


Icon