الوقفات التدبرية

* في سورة فصلت (فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ...

* في سورة فصلت ﴿فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ وفي غافر ﴿فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ : في الأعراف لما ذكر الشيطان الذي لا يُرى ولا تُرى وساوسه وإنما تُعلم قال ﴿سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ . في غافر لما قال (إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (٥٦)) هؤلاء يُبصر بعضهم بعضاً. فى فصلت (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٣٦)) وردت معرفتين وزيد قبلهما الضمير، في الأعراف تقدم قبل الآية وصف آلهتهم المنحوتة من الحجارة والخشب بأنها لا تخلق شيئًا ولا يستطيعون لهم نصرًا فنفى عنهم القدرة والسمع والبصر وآلة المشى وآلة البطش، ولم يتقدم في فصلت أدنى شئ يلحقها بشبه الأحياء، كذلك تقدم قبلها ﴿وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ﴾ و ﴿وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ﴾ و ﴿أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ﴾ فمضليهم إنما كانوا من عالم الإنس والجن وكلا الصنفين موصوف بالسمع والبصر وممن ينسب إليه علم، فناسبه التعريف فى الصفة ليعطى بالمفهوم نفى ذلك عن غيره تعالى ثم أكد ذلك بضمير الفصل للتخصيص.

ﵟ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۚ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﵞ سورة الأعراف - 200


Icon