الوقفات التدبرية

* (وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (17)...

* (وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (17) العنكبوت) ما اللمسة البيانية في واشكروا له ولم يقل واشكروه؟ (د.فاضل السامرائى) الأكثر قال الأصل أنه قال شكر له، النعمة والسعي يتعدى إليه مباشرة يقول شكر له سعيه، شكر له نعمته، شكر له فعله، (وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ (152) البقرة)، اشكر نعمتي، النعمة يتعدى إليه مباشرة. * (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) لقمان) ؟ هذا للشخص، لكن للنعمة، شكر له نعمته، فعلته، سعيه، وهذا الأصل في اللغة. * في اللغة، ليس اشكروه ؟ قسم من اللغويين أنكر هذا التعبير أصلاً وقسم قال قليل. هو الأصل أن يتعدى للشخص باللام (اشكروا له). * حينما نرد على أحد المشاهدين نقول شكر الله لك لا نقول شكرك الله. أو شكر الله سعيك أو اتصالك؟ هذا هو الأصل. * ما الفرق بين إليه تقلبون (وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (21) العنكبوت) وإليه ترجعون (إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (17) العنكبوت)؟ (د.فاضل السامرائى) أول مرة نعرف ما معنى تقلبون؟ قلب الشيء تغييره وتحويله من حال إلى حال، قلبه حتى قلب الثوب غيّر . قَلَب الإنسان يعني صرف الإنسان من حالته إلى حالة أخرى، انقلبتم على أعقابكم يعني تغيرتم. إذن القلب تحويل الشيء من جهة إلى جهة أخرى، قَلَبه يعن حوّله، صرفه عن جهته إلى جهة أخرى. هناك آيتان واحدة قال فيها (إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (17)) وواحدة قال (وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (21)) ما سبب الاختيار؟. قال في العنكبوت (إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (17)) الآية الأخرى (يُعَذِّبُُ مَن يَشَاء وَيَرْحَمُ مَن يَشَاء وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (21)). هو لما ذكر التعذيب والرحمة ﴿يُعَذِّبُُ مَن يَشَاء وَيَرْحَمُ مَن يَشَاء﴾ معناه أن حاله قد تتغير، كان الدنيا متمتع يمكن الآن في عذاب، ممكن في الدنيا كانت حالته صعبة شديدة لكن ربنا يمكن أن يرحمه في الآخرة، إذن قد تتغير الحالة، تنقلب الحالة. أما تلك فليس في نفس الأمر. عندما ذكر العذاب والرحمة معناه أنه قد يتغير الشخص على غير ما هو عليه وتنقلب حالته لذلك قال ﴿وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ﴾، تلك ليس فيها ﴿فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾. * ليس فيها ما يدل على التغيّر والتقلّب والتبدّل! بينما هذه ممكن تتغير الحالة التي كان عليها فيصير قلب. * مع أن الدلالة العامة واحدة! واحدة يعني يرجع إليه لكن فيها دلالة أخرى.

ﵟ إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ ۖ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﵞ سورة العنكبوت - 17


Icon