الوقفات التدبرية

* ذكرالله عز وجل قصة موسى في آيتين مع أنه ذكرها في عدة سور أخرى بعدة...

* ذكرالله عز وجل قصة موسى في آيتين مع أنه ذكرها في عدة سور أخرى بعدة آيات؟ (د.فاضل السامرائى) هو لم يتكلم عن قصة موسى في العنكبوت وإنما ذكر عقوبة مجموعة من الأقوام. تكلم عن شعيب ومدين في آيتين ثم ذكر عاد وثمود وقارون وفرعون وهامان وذكر عقوبتهم في آية واحدة. ننظر السياق (وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (38)) لم يذكر لهم دعوة ولا شيء. (وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءهُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ (39) فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (40)) ﴿حاصباً﴾ عاد و﴿الصيحة﴾ ثمود و﴿ومنهم من خسفنا به الأرض﴾ قارون و (منهم من أغرقنا) هذا فرعون. ﴿وما كان الله ليظلمهم﴾ ذكر عقوبة مجموعة من الأقوام وليس هناك قصة. * ما اللمسة البيانية في ترتيب الأسماء في قوله تعالى (وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ (39) العنكبوت) وقوله تعالى (إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (24) غافر)؟ (د.فاضل السامرائى) الفكرة العامة أولاً في طريقة القرآن في الآيتين أن ما أخّره لا يأتي على ذكره في السورة ففي سورة العنكبوت أخّر هامان وهامان لم يُذكر في السورة إلا في هذه الآية، وفي آية غافر أخّر قارون الذي لم يُذكر في السورة إلا في هذه الآية. ثم إن هناك أمر آخر وهو أن في سورة العنكبوت قدّم قارون على فرعون لماذا؟ لأنه إذا لاحظنا السياق في السورة في الآية التي سبقت الآية موضع السؤال (وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمَ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (38)) نجد أنه ورد في آخرها كلمة ﴿مستبصرين﴾ عن قوم عاد وثمود، وقارون كان مستبصراً فقد كان من قوم موسى فبغى عليهم أي أنه كان يعرف الحق مستبصراً به فجاء ذكره أولاً لأنه يدخل مع المستبصرين في الآية التي سبقت. ثم إن الترتيب جاء مناسباُ لترتيب العقوبة في السورة عقاب قارون أولاً ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ﴾ ثم فرعون ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا﴾ فالعقوبات ترتبت بموجب الذِكر فالسياق إذن مناسب للعقوبات التي ذكرها ولا يصح غير هذا الترتيب من الناحية الفنية. أما في سورة غافر فقد جاء قوله تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (23)) لمن أرسل موسى؟ لفرعون فناسب أن يكون فرعون أول المذكورين في الآية التي بعدها (إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (24)) والسياق في السورة يدور حول فرعون (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ (26)) ﴿وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36)) أما قارون فهو خارج السياق.

ﵟ وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ ۖ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَىٰ بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ ﵞ سورة العنكبوت - 39


Icon